IMLebanon

الحراك المحموم هل يثمر ؟

 

 

ولا مرة كان الاستحقاق الرئاسي اللبناني نتيجةَ قرارٍ داخلي صاف، والأمثلة لا تُحصى ولا تُعدّ ، منذ التدخل التنافسي بين الفرنسي والبريطاني، الى الدور المصري أيام الرئيس جمال عبد الناصر، الى الحضور الأميركي الذي ورث الانتدابات الأوروبية في المنطقة، الى انتقام الاتحاد السوفياتي من الولايات المتحدة منذ ما بعد حرب السويس، الى نفوذ جمال عبد الناصر، الى حافظ الأسد وريث اولئك جميعاً، الى مؤتمر الطائف فمؤتمر الدوحة. وهذه المرة لم يشذ القوم عندنا عن القاعدة، فرفعت فرنسا ايمانويل ماكرون علناً يافطةً عريضةً مكتوباً عليها بالقلم العريض اسم سليمان فرنجية قبل ان تعود فترفع شعار «الطريق الثالث» الخ …

 

ثم نشبت الحرب على غزة لتخلط الأوراق فيتقدم اسم قائد الجيش كمرشح «فافوري» للجنة الخماسية، فتعج بيروت بالموفدين (عرباً واوروبيين وأميركيين)، في حراك ديبلوماسي محموم، فما ان نودّع عاشقاً حتى يطل علينا مشتاق، لنرى كيف يبدّل فتى الكتائب موقفه «المبدئي» المعارض التشريعَ في مجلس النواب بعد ان سبقه رئيس القوات وهو الذي طلع على اللبنانيين بمطالعات عديدة معاكسةٍ موقفه السابق فدلف نوابه الى الجلسة النيابية  متأبّطين اقتراح قانون معجّلٍ كنابة عن مشروع التمديد الشهير …

 

ويجب ان يكون المرء في غاية السذاجة ليصدّق ان الممدِّدين قادهم حرصُهم على المصلحة الوطنية، وأن هذه المصلحة العامة ذاتها هي التي تحكّمت، في المقابل، بقرار رافضي التمديد!

 

واللافت ان زوّارنا الاماثلَ، يربطون رغبتهم في تسريع اخراج انتخاب الرئيس في لبنان من غبار المعارك الوحشية التي يخوضها السفّاح بنيامين نتانياهو على أهل غزة، بمصالح لبنان العليا،! فيلوّحون (والأصحّ انهم يهدّدوننا) بأن نيران غزة ستصلنا بسعير نيرانها الأكثر لهيباً وتوهّجاً ، ويسهّل لهم المهمّة نتانياهو وعصابته في حكومة الحرب، وفي طليعتهم مدام كاترين كولونا ، وزيرة خارجية باريس ، فتنقل الينا تهديدات وزير خارجية العدو يواف غالانت بـ «الحل العسكري» لتخلص الى نصحنا بانتخاب الرئيس الذي سيكون انتخابه «حماية للأمن القومي الأوروبي» .

 

ونحن، مثل الشعب اللبناني كله، نستعجل سدّ الشغور في قصر بعبدا، ولكننا نسأل عن سبب هذه الحمية الأوروبية، ونأمل (او نحلم) برئيس يحمي أمننا القومي امنياً واجتماعياً، ويعيد الى هذا اللبنان التعس بعضاً من الدور والألق والازدهار

 

و… الرسالة.