IMLebanon

إقتراحات جديدة لـ”الخُماسية” ووزراء خارجيتها في بيروت قريباً

 

يفترض أن تشهد بيروت زيارة قريبة لوزراء خارجية دول الخماسية هدفها الدفع باتجاه انتخابات رئاسية والبحث في سبل الخروج من المراوحة الراهنة. وذكرت مصادر ديبلوماسية أنّ سفير قطر في لبنان مسعود بن عبد الرحمن اقتراح عقد هذا الاجتماع في بيروت بدلاً من أي دولة أخرى وقد تجاوبت مع الاقتراح سفيرة الولايات المتحدة الاميركية على أن يعقد الوزراء اجتماعاً موسعاً في مجلس النواب يحضره رئيس مجلس النواب نبيه بري والكتل النيابية على اختلافها.

 

‎وأوضح مصدر ديبلوماسي أنّ الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية سيعقد في بيروت الشهر الجاري أو بعد عيد الفطر، وقد يعقد جلسة حوار مع النواب، لفتح كوة في جدار التعطيل الرئاسي. وتابع أنّ اللجنة الخماسية تعدّ جدولاً لجولة جديدة ستبدأها بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم رؤساء الكتل النيابية ورؤساء الأحزاب السياسية. يرفض المصدر القول إنّ اللجنة لم تحقق تقدماً على مستوى ملف الرئاسة في لبنان لأنّ غايتها ليس فرض خيارات على اللبنانيين ولا تسمية مرشحين وأنّ سفراء اللجنة يستطلعون آراء الأطراف المعنية بشأن حلول رئاسية ويعرضون تقديم المساعدة حيث يجب من دون أن ينفي اصطدام «الخماسية» بعقبات مردها إلى خلافات لبنانية داخلية ولكن هذا لا يغني عن المحاولة إلى حين الاتفاق على مرشح مقبول من الجميع.

 

‎تعمل اللجنة على جملة اقتراحات تسعى لبلورتها مع رؤساء الكتل النيابية استباقاً لاجتماع وزراء الخارجية. تدرك أنّ القطبة المخفية هي بيد الثنائي الشيعي ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل. يتمسك الأول بمرشح مشكلته أنّه لا يحظى بتأييد مسيحي ومحسوب على «حزب الله». كل الأنظار مصوّبة باتجاه عين التينة. منها تنطلق المبادرات ويبنى على موقفها الكثير. يستعد رئيس مجلس النواب لاستقبال سفراء اللجنة الخماسية مجدداً. ما بين الطرفين تناغم في التعاطي يروق للخماسية التي ترى أنّ الحل بيد رئيس المجلس.

 

‎تمرّست اللجنة في الشأن اللبناني وتعقيداته. صارت اقتراحات سفرائها تحاكي هواجس رؤساء الأحزاب والطوائف. منذ تشكلت كانت غايتها «المساعدة في تسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية». همّها مجتمعة أن يتم انتخاب الرئيس في أقرب وقت ممكن. لكن بنسب اندفاع متفاوتة تتعاطى الدول مع الرئاسة من خلال الخماسية. يمكن تلمّس تناغم أميركي قطري، مقابل ضياع فرنسي وتفاؤل زائد عن حده لممثل مصر الساعي إلى تمييز دور بلاده. ‎تصطدم الخماسية بمطبات داخلية. تتراوح بين تمسك بعض الأطراف برأيها، والتباعد الذي يحكم علاقة الأطراف. لم يطرح سفراؤها مجتمعين مرشحاً رئاسياً معيناً. هي تعمل على اقتراحات لتكون موضع نقاش مع الجهات اللبنانية التي تلتقيها. داخل اللجنة من يعتبر أنّ مفتاح الحل للرئاسة يكمن في الانفتاح على كل الأطراف للخروج بتصور رئاسي واضح. اذ لا يمكن استثناء طرف يعد أساسياً والاستعاضة عنه بالحديث مع آخرين. يتحفّظ بعض السفراء حيال جهات سياسية معينة كرفض سفيري الولايات المتحدة والسعودية لقاء كتلة «حزب الله» النيابية، وقد يُستعاض عن اللقاء بزيارة يقوم بها سفراء فرنسا قطر ومصر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي تعتذر سفيرة أميركا عن زيارته لشموله بعقوبات فرضتها بلادها.

 

‎في تقييم للمرشحين المطروحين، لكل دولة محاذيرها، والمرشح المناسب من وجهة نظر قطر ليس مناسباً من قبل السعودية أو الولايات المتحدة. لا وجود لمرشح يجمع الخماسية، فـ»الدخول في التسميات عملية شاقة» من وجهة نظر المصدر، وطالما أنّ لا اتفاق لبناني داخلي فقد رفع سفراء اللجنة تقريرهم ما استدعى الانتقال لبحث اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في بيروت.

 

‎وتنقل المصادر عينها أنّ قطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة اقترحت أن يعقد الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية في بيروت لأنّه من غير المناسب أن يبقى النقاش خارج لبنان وهو ما أثنت عليه سفيرة أميركا في لبنان. وسيعقد الوزراء اجتماعاتهم في البرلمان بحضور رئيس مجلس النواب الذي نسّق مع الخماسية بهذا الشأن لمشاركة الكتل النيابية كلها.

 

‎محاولة جديدة لا تلغي أنّ الاستحقاق الرئاسي لا يزال مرهوناً بظروف حرب غزة وأنّ حله سيكون ساعتئذ بالتعاون والتنسيق بين ثلاث دول أساسية.