IMLebanon

الرئيس خلال شهرين وإلّا فلننتظر سنة أخرى من الفراغ!

 

 

في ٢٥ أيار ٢٠٠٠، سطّر لبنان مجده وتاريخه بتوقيع مقاومين ما بدّلوا تبديلا في نصرة الوطن وإحقاق الحق والكرامة… في ٢٥ أيار ٢٠٠٠، تحوّل لبنان من مجرّد بلد صغير بجوار فلسطين الى دولة عظمى تُناصر الشعب الفلسطيني والمظلومين في العالم بمعزل عن أصوات من يعارضون دور المقاومة في حماية لبنان ومواجهة العدو الإسرائيلي وآلة قتله الهمجية التي روّعت الشعب الفلسطيني في غزة وذبحت الأطفال والنساء والعجّز أمام صمت العالم أجمع باستثناء ثلّة قليلة آمنت بان طريق المقاومة وتحرير فلسطين لا بد أن يمرّ من لبنان ومن أي جبهة تنتمي لهذا المحور…

ولكن ما أحوجنا الى ٢٥ أيار سياسي يبعد شبح اضمحلال الجمهورية اللبنانية بعدما تغيّب الأفرقاء السياسيون عن ممارسة دورهم في حماية لبنان سياسيا وانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تدوير عجلة المؤسسات الدستورية والاقتصادية والأمنية بأصلائها وليس بوكلائها…

هنا ربما يجب توجيه هذه الرسالة الى كل فريق يعيب أي تحركات دبلوماسية أو فردية أو دولية أو حزبية للاتفاق على رئيس للجمهورية.. هل مقبول أن تحصل هذه الممارسات في بلد مثل لبنان في سجله ٢٥ أيار قدس القداسة، أنتم من تدّعون الحرص على السيادة ونصرة المقاومة وحقّنا المشروع في استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشرقي من قرية الغجر، واستعادة حقّنا في التنقيب عن النفط والغاز وترسيم الحدود البرية، كما البحرية… في ٢٥ أيار ٢٠٢٤، نحن نقول كشعب ينتمي الى جيل النصر «استحوا على حالكن» واذهبوا الى جلسات حوار بدون شروط مسبقة وانتخبوا الرئيس قبل فوات الأوان..

وهذا التحذير أتبنّاه أنا وكثيرون نعترف بـ ٢٥ أيار كرمز وطني للمقاومة ومعنى النضال، ولكنه منقول أيضا عن لسان أحد أبرز القياديين في الثنائي الوطني، الذي كشف لأول مرة عن تحذيرات من مغبة عدم انتخاب رئيس أبدا مجدّدا في لبنان بالطريقة التي عهدناها في الدستور أو التسويات إذا استمرينا بالمماطلة والاستهتار في الاستجابة للنداءات الداخلية والدولية المطالبة بانتخاب رئيس الأمس قبل اليوم.

وفقا للقيادي فان المنطقة تشهد تحوّلات كبرى شبيهة بما حصل إبان الحرب العالمية الثانية، ونحن في لبنان ما زلنا نتلهّى بمن يترأس جلسات الحوار في المجلس النيابي في تجاهل واضح وفاضح للدستور وعمل المجلس، ولا بد من التذكير بأن تجاوز دور المجلس ورئيسه نبيه بري تحديدا يُعدّ من المحرّمات والخطوط الحمر، ولا تهاون أبدا في صلاحيات المجلس ورئيسه.

وأضاف القيادي، بان لبنان محكوم بالتفاهم والحوار، وهناك حركة دبلوماسية ناشطة لجمع كل الأفرقاء اللبنانيين على طاولة حوار واحدة داخل لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية لمواكبة اليوم التالي بعد وقف الحرب على غزة ولبنان، كاشفا لأول مرة عن ان حراك الخماسية جديّ جدا وهناك اجتماعات ستحصل داخل وخارج لبنان في الأسبوعين المقبلين للتوصّل الى تفاهم شامل وكامل حول الحوار والملف الرئاسي.

ولفت القيادي الى ان الفرصة اليوم متاحة وجديّة جدا في انتخاب رئيس للجمهورية، وفشل القوى اللبنانية في الاستجابة للحوار يعني اننا قد نبقى بلا رئيس لأشهر طويلة جدا، وهذا يعني وضع كل الملفات اللبنانية على الطاولة «وفهمكن كفاية».

ولكن ماذا عن المعلومات التي تؤكد بان لا رئيس للبنان قبل انتهاء الحرب في غزة؟

أجاب القيادي، فليقبلوا بالحوار دون شروط، بدل أن نتلهّى بهذه المعلومات التي قد تصحّ في مرحلة لاحقة إذا استمرينا بالمماطلة وتجاهل الدعوات الداخلية والدولية إليه.