Site icon IMLebanon

البخاري في الضاحية… الرئيس في بعبدا

 

“حين ترون وليد البخاري في الضاحية، ولو لتناول العشاء في أحد مطاعمها، يظهر رئيس الجمهورية في قصر بعبدا”. هذا رأي وزير بيروتي سابق، يمثّل الوجه الحقيقي للمدينة، لا أولئك النوع من النواب الذين بعضهم خرج للتو من كهوف تورا بورا، وبعضهم أتى للتو من أرصفة لاس فيغاس…

 

في نظره أن تأثير السفير السعودي في ساحة النجمة، أقوى بكثير من تأثير السفيرة ليزا جونسون، ليحدثك عن تقرير استخباراتي رفع من سنوات قليلة الى الاليزيه، وفيه أن لبنان بوضعه الحالي، وحيث التقاطع الكارثي بين منطق الطوائف ومنطق المافيات، لا يمكن أن يكون قابلا للبقاء، معتبراً أن أزمة لبنان وجه من وجوه الأزمة في الشرق الأوسط، ليصل الى هذه النتيجة ان المشكلة في كون الولايات المتحدة تنظر الى لبنان، أو الى أي دولة عربية أخرى، بعين “اسرائيلية” لا بعين أميركية.

 

الوزير لا يرى لبنان دون الوجود المسيحي (والدور المسيحي)، يعتقد أن المأزق المسيحي سببه “قادة ربع الساعة الأخير”. أحدهم بشخصية دونكيشوت، والثاني بشخصية مكيافيلي، والثالث بشخصية غوار الطوشي!.

 

عودة الى التقرير الفرنسي “ثمة منظومة سياسية بلغت حد التآكل التام. هي ليست مؤهلة لادارة الأزمة، دون أن تكون لديها الرغبة أو القدرة على التفاعل مع مقتضيات بقاء الدولة. انتفاضة دستورية كبديل عن الكوميديا الديبلوماسية الراهنة، لاصلاحات جذرية حتى في البنية الفلسفية للدولة. الأمر الذي يبدو أنه ممنوع من قوى خارجية شديدة التأثير في الساحة الداخلية”.

 

لعل ذلك يعيدنا الى السؤال القديم للصحافي الفرنسي اريك رولو “الى متى يكرّس الأميركيون في الشرق الأوسط، وهو أرض الحضارات وأرض الديانات مثلما هو أرض الزلازل، تلك التوتاليتاريات الفظة، سواء بوجهها القبلي أم بوجهها الطائفي”؟

 

بدورنا نسأل عن تلك الأعجوبة الغرائبية في لبنان  بالتعايش بين الأضداد. برامج كازينو لبنان، وحيث يبدو المشهد كما لو أنه نسخة عن بيفرلي هيلز من جهة،  ومن جهة أخرى أزمة الماء في بلد الأنهار المنسية، وأزمة الكهرباء في بلد الاشعاع. ماذا عن الطرقات التي لم تعد تصلح حتى للطنابر…؟

 

الوزير البيروتي السابق ينقل عن أحد سفراء اللجنة الخماسية “أنتم تدورون حولنا، ونحن ندور حول أنفسنا”. ولكن، هل تدور أميركا حول نفسها، وهي بمثابة “الروح القدس” للجنة ولدول اللجنة؟

 

السفيرة السابقة دوروثي شيا كانت تمارس، ما دعاها الوزير السابق، “ديبلوماسية قرع الطبول”، وهي من الفريق الذي يرى أن خلاص لبنان في الطريق الى أورشليم لا في الطريق الى دمشق، لكأننا لسنا من حطم على أرض الجنوب أنف يهوذا، وحتى روح يهوذا.

 

لكن الأميركيين يسألون أي أورشليم الآن؟ آموس هوكشتاين يعيش بكل جوارحه “مأساة اسرائيل”. هذه ليست الدولة التي عشقها كقلعة وجدت خصيصاً لحماية اليهود من تقلبات الأزمنة. وحين يلوّح من واشنطن بأنه يحمل من واشنطن، وعلى طبق من الذهب مشروع حل نهائي لمشكلة الحدود بين لبنان و”اسرائيل”، فهو يفعل ذلك لأن القلعة سقطت، وحتى المفهوم اللاهوتي للقلعة سقط. ولا بد من ذلك السيناريو الديبلوماسي الذي يؤمن “لاسرائيل” اعادة ترميم نفسها. بطبيعة الحال، بعدما يرتطم رأس نتياهو بالحائط الأخير.

 

ضجة (أم صدمة) داخل اللوبي اليهودي؟. توماس فريدمان ما زال ينتقد بشدة “تلك السياسات الغبية التى جعلت “اسرائيل” رهينة لدى يحيى السنوار”، ليبدي خشيته من السقوط في مستنفع آخر. هو من كان قد كتب عن “خط المستنقعات” في الشرق الأوسط الكبير، بدءأ بأفغانستان وصولاً الى سوريا، مروراً بالعراق.

 

السياسات الغبية التي زعزعت الدولة العبرية، تقابلها عندنا السياسات الغبية التي تكاد تهدم ما تبقى من الدولة اللبنانية. ساسة بعقلية الفحم الحجري، وتدعو الى اقامة السواتر الترابية بين الطوائف (من يقتل من)؟

 

الوزير البيروتي السابق قال لنا “لبنان ليس بحاجة الى رئيس الجمهورية الرابع عشر، وانما الى الجمهورية الرابعة (بعد جمهورية الانتداب، وجمهورية الاستقلال، وجمهورية الطائف)، وكلها جمهوريات عرجاء”.

 

ختم “تشير كثيراً الى ديغول واديناور وتشرشل كقادة وكرجال دولة. نحن يا صاحبي لا نستطيع أن ننتج الا رئيساً على شاكلة… غوار الطوشي”!!