IMLebanon

«بوانتاج» فرنجية غير مكتمل

 

 

 

يُنقل وفق معلومات موثوقة، بأن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية خلال الاحتفال الأخير، أرسل إشارات كبيرة لرئيس لحزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وخصوصاً أنه اعترف بأن القوات تمثل العدد الأكبر في الشارع المسيحي، فيما ردّ باسيل بأنه الأول، فإن فرنجية أراد دفع الفريقين إلى التنافس على من هو الأقوى، وأراد أن يقول أنه يعترف بهذه الميثاقية المسيحية للقوات اللبنانية.

وبمعنى أوضح، ثمّة من يشير في المجالس الخاصة، بأن القوات اللبنانية إذا كانت هناك تسوية تجاه فرنجية، قد تؤمّن النصاب دون أن تقترع القوات لفرنجية، فيما التيار الوطني الحر ربما بعض نوابه يصوّتون لزعيم تيار المردة دون إغفال أن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب سبق وقال، انه مستعد أن يعطي صوته إلى فرنجية، فيما اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي يسيران على تنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجنبلاط الأب لا يمانع في ذلك، فيما موقف نجله رئيس اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي غير واضح حتى الساعة، وإن كان ينقل عن أوساط مُقرّبة منه بأنه لا يريد التصويت لفرنجية، إنما كل ذلك لا يقدّم أو يؤخّر في اللعبة الداخلية والإقليمية، وتالياً «بوانتاج» فرنجية غير مكتمل.

 

وبمعنى آخر، عندما تأتي التسوية الدولية الإقليمية فالجميع يسير بها، لكن لا يعني ذلك أن فرنجية مرشح التسوية، فحتى الساعة ووفق ما نقل عن أوساط أوروبية في بيروت، بأن قمة النورماندي بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون تطرقت للوضع اللبناني من جوانبه كافة، وتحديداً الحرب الدائرة في الجنوب، فيما أخذ الإستحقاق الرئاسي حيّزاً مهماً بينهما.

وعلى هذه الخلفية، فإنه من المتوقع أن يعود الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، في حال كان هناك مؤشرات إيجابية نتجت عن لقاء بايدن – ماكرون، وحينها يفرض أجندته على الأطراف اللبنانية، وبالمقابل أيضا، فإن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قد يعود بدوره إلى لبنان والأراضي المُحتلّة، إذا حمل من مؤشرات وأجواء تقضي بعودته، لكن حتى الساعة، الجميع ينتظر ويترقّب ما ستؤول إليه التطورات في غزة على ضوء ما يجري داخل الحكومة الإسرائيلية من استقالات وانقسامات، فيما العمل الإسرائيلي لتحرير الرهائن من حماس، واستعمال حزب الله والعدو الإسرائيلي أسلحة نوعية، وتطور العمليات العسكرية في الهرمل وسواها، فكل ذلك يعني أن الحرب قد تخرج عن مسارها وتتحوّل إلى شاملة، وعندها يبقى الإستحقاق الرئاسي غير محسوم النتائج، لذا المرحلة المقبلة للترقّب والحذر وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه من خلال هذه الأجواء من النورماندي إلى لبنان والمنطقة بشكل عام.