يرتقب أن يشهد البلد خلال الأيام القليلة المقبلة، موجة لقاءات متعددة الجوانب، تتمحور حول الاستحقاق الرئاسي، أبرزها اللقاء الذي سيعقد لسفراء الدول الخمسة في دارة السفير السعودي وليد بخاري في اليرزة في نهاية الأسبوع، على أن تتمّ مناقشة ما آل إليه اجتماع الرياض الذي جمع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، إلى مشاركة السفير بخاري، ونقل بأن اللقاء كان تشاورياً، وليس هناك من أي خطوات أو صيغة جديدة، لذلك اجتماع سفراء الخماسية لن يأتي بجديد ربما، إنما هو للنقاش والاستفادة من الأجواء الدولية والإقليمية المؤاتية، وانخفاض منسوب حصول الحرب الشاملة أو عدم إحتمال قيام العدو بعمل كبير، ربطاً بالمفاوضات التي يجريها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مع المسؤولين الإسرائيليين، بغية سحب فتيل التفجير ومن ثم الوصول إلى اتفاق مع حزب الله، وترتيب القرار 1701 وربما بصيغة جديدة، مما يتيح فصل ملف لبنان عن غزة، وعندها قد يتم انتخاب الرئيس.
إضافة إلى ذلك فالمعلومات تشير إلى أن بعض المبادرات الداخلية ستعود إلى الواجهة، ومنها مبادرة تكتل الاعتدال الوطني، فكل الأمور باتت متاحة من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة حول الاستحقاق الرئاسي، إلّا أن البعض يقول يجب التريّث لأنه بات جليّاً أنه قد لا ينتخب الرئيس قبل أن يكون هناك توافق دولي وإقليمي، والأهم هو ترقّب الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل، إذ وقبل هذا الاستحقاق عبثاً أن تجري محاولات لإنتخاب الرئيس، إضافة إلى الانقسامات الداخلية.
وتقول مصادر سياسية أيضاً أن لبنان على موعد مع وصول الموفد الفرنسي لودريان إذا كان يحمل جديداً، وهذا بات مسألة أيام فإما يصرف النظر في حال لم يتوصل هوكشتاين إلى أي بوادر إيجابية في لقاءاته مع الإسرائيليين، أما في حال نجحت الضغوطات الأميركية على كيان الاحتلال، عندها قد يأتي هوكشتاين إلى بيروت، إنما حتى الساعة الأمور تدور في حلقة مفرغة، وليس ثمة ما يؤكد بأن انتخاب الرئيس سيكون في العام الحالي، لذلك المسألة تنحصر باللقاء والنقاشات إلّا إذا حصلت تسوية وتمرير انتخاب الرئيس قبل الانتخابات الأميركية، وإن كان ذلك مستبعداً في هذه المرحلة.