IMLebanon

الانتخابات الرئاسيّة مقابل العودة الى الـ1701 … وإلّا؟ 

 

 

على وقع تهديد بنيامين نتنياهو ايران بدفع ثمن هجومها الصاروخي وما خلّفه من اضرار، عشية انطلاق الهجوم البري «الاسرائيلي» «بنكبة» في العديسة ومارون الراس، توحي الاجواء السياسية الداخلية بان وزير الخارجية الفرنسي قد نجح في احداث خرق «رئاسي ما»، رغم فشله المعلن في «الملف الجنوبي».

 

ففشل الديبلوماسية الفرنسية في اقناع «الثنائي الشيعي» بخرق جدار الفصل بين لبنان وغزة، في ظل اصرار نتانياهو على المضي قدما في حرب تغيير وجه الشرق الاوسط كما اسماها، ماضيا في حربه اللبنانية الثالثة، بعد الضربات الاجرامية التي سددها والغارات المستمرة من الجنوب الى الضاحية فالبقاع، لم يمنع من كسر الحلقة المفرغة التي دار ضمنها الملف الرئاسي طوال الاشهر الماضية، مع نجاح باريس في اقناع الاطراف اللبنانية الفاعلة، بضرورة تقديم اوراق حسن نية للمجتمع الدولي، تساعد في تحسين وضع لبنان التفاوضي.

 

من هنا، يبدو ان ثمة مشهدية سياسية مهمة بدأت ترتسم في الافق الرئاسي، عنوانها انتخاب رئيس جمهورية قد تتبلور الاسبوع المقبل، بدليل «عجقة» الزيارات التي يشهدها مقر الرئاسة الثانية، وما نقل من مواقف عن «ابو مصطفى»، قلبت الامور رأسا على عقب وقادت الملف في اتجاه آخر، حيث نقل عنه امران لافتان:

 

– الاول: نقله نائبه الياس بوصعب بعد لقاء الكتلة النيابية الجديدة ببري، واشارته الى تراجعه عن مسألة الحوار، والذي رفضته المعارضة طوال الفترة الماضية. مع الاشارة الى ان هذا التجمع النيابي يضم اكثر من مرشح رئاسي.

 

– الثاني: ما اعلنه النائب سجيع عطية باسم تكتل «الاعتدال الوطني»، شريك «الخماسية الباريسية» في مبادرتها الاخيرة، من ان رئيس المجلس فصل بين انتخاب رئيس للجمهورية وما يجري على ارض الجنوب، ما يعني امكان الذهاب الى انتخاب رئيس في اي لحظة، حتى قبل التوصل الى وقف لاطلاق النار جنوبا.

 

موقفان كان مهد لهما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ، حين اعلن عن استعداد عين التينة للدعوة لجلسة انتخاب رئيس فور وقف اطلاق النار، واضعا مواصفات تتطابق وشروط «الخماسية».

 

مصادر مواكبة كشفت أن التفويض الاميركي المعطى لـ «خماسية باريس» ومن خلفها فرنسا، ينحصر راهنا في إعداد تلك «خارطة طريق»، ومعرفة مدى التغيير الذي لحق بمواقف الأطراف السياسية المعنية والمؤثرة في انتخاب الرئيس، واستعدادها للسير بتسوية رئاسية، اي رئيس بمواصفات محددة، مؤمن بتنفيذ القرارات الدولية، ملتزم باتفاق الطائف، حيث تم وضع لائحة من اربعة اسماء، جاهزة للطرح متى حان الوقت.

 

وتابعت المصادر بان التجاوب اللبناني جاء مفاجئا، رغم ان الوزير الفرنسي مارس نوعا من الابتزاز او المساومة، اذ ابلغ رسائل جدية بان الحفاظ على القرار 1701 دون تعديلات، سيكون مقابله انتخاب رئيس للجمهورية، يكون الخطوة الاولى على طريق الحل المتكامل، وهو ما دفع برئيس مجلس النواب الى تغيير موقفه وتراجعه خطوة الى الوراء.

 

واشارت المصادر الى ان العواصم الكبرى المعنية تواصل في مطابخها السرية اتصالاتها، لحماية لبنان من حرب «اسرائيلية» جدية متوقعة، حيث يتركز البحث بحسب المعطيات على ضبط حدود العملية التي ستنجز واهدافها، وعلى ان تحقق فصلا بالنار لساحة لبنان عن تطورات المنطقة المقبلة، وهو ما تؤكد عليه اوساط متابعة بعد جولة خارجية لها شملت اكثر من عاصمة اوروبية وصولا الى واشنطن، رغم ان المخاض سيكون صعبا، والاسابيع والاشهر المقبلة ستكون مؤلمة لبنانيا، نتيجة الموقف الحاسم للمقاومة تجاه اسناد غزة، خصوصا ان الحرب المستمرة جنوبا ستتوسع الى ابعد من الساحة اللبنانية، ناصحة الجميع باعادة قراءة خريطة المنطقة التي تتشكل والتوازنات الجديدة المطلوبة، وعدم البناء على المعادلات السابقة التي حكمت لفترة طويلة.

 

في كل الاحوال، الصورة الزهرية التي سارع البعض الى رسمها، قد لا تكون صحيحة او دقيقة، في بلد استحقاقاته تحسم في الربع الساعة الاخير، حيث «لا فول قبل ما يصير بالمكيول». من هنا فان الايام المقبلة ستحمل معها الكثير من المتغيرات، بعدما نجح العالم في فصل شؤون الداخل اللبناني واوضاعه عن مسار الحرب القائمة مع «اسرائيل».