Site icon IMLebanon

كيف بدا المشهد في ساحة النجمة عشيّة انتخاب رئيس الجمهوريّة اليوم؟

جهوزيّة عالية لاختيار الرئيس الجديد… واستنفار خارجي… والتدخلات تجاوزت الحدود

 

كيف كان المشهد امس في ساحة النجمة عشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، المقرر انعقادها عند الحادية عشرة من صباح اليوم؟ كل الترتيبات الادارية واللوجستية والامنية والبروتوكولية انجزت في الساعات الماضية، تمهيدا لهذه الجلسة التي ستشهد انتخاب الرئيس الجديد، بعد شغور هذا الموقع حوالي السنتين.

 

اشرف الامين العام للمجلس عدنان ضاهر في الاسابيع والايام الاخيرة على الترتيبات الادارية للجلسة، في اجواء تأكيدات الرئيس نبيه بري وعزمه على انتخاب رئيس الجمهورية في جلسة مفتوحة ولدورات متتالية.

 

وتولى مدير عام شؤون الرئاسة علي حمد مسؤولية الترتيبات البروتوكولية الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، لا سيما الشأن المتعلق بحضور السفراء والضيوف والترتيبات البروتوكولية ايضا بعد الانتخاب.

 

كما تولى المستشار الاعلامي لرئيس المجلس علي حمدان ايضا الاهتمام بالشؤون المتعلقة بوقائع الجلسة وتظهيرها للرأي العام.

 

وأشرف رئيس مصلحة الاعلام علي دياب على الترتيبات العملية الخاصة بالاعلاميين ووسائل الاعلام، حيث ستبث وقائع الجلسة مباشرة عبر هذه الوسائل. وينتظر ان يشارك حشد كبير من الصحافيين والاعلاميين في تغطية الجلسة، حيث خصصت لهم قاعة اضافية في مكتبة المجلس، لمتابعة كل الوقائع عبر شاشة خاصة. وتم تزويد الجميع ببطاقات خاصة لهذه المناسبة الاستثنائية.

 

والى جانب ذلك، اتخذت ايضا كل الترتيبات الامنية المتعلقة بالجلسة باشراف قائد شرطة المجلس العميد عدنان الشيخ علي، في مبنى المجلس وساحة النجمة والمداخل المؤدية لها، مع سرية الجيش المولجة ايضا بحماية المجلس. بينما يتولى الجيش وقوى الامن الداخلي مهمة تأمين الامن في الطرق والمسالك المؤدية الى ساحة النجمة.

 

وفي داخل البرلمان باتت القاعة العامة جاهزة لهذه الجلسة مع صندوقة الاقتراع التي ستكشف سر العملية الانتخابية اليوم او حتى غدا، اذا امتد الاقتراع لدورات متعددة ومتتالية، حيث عبر الرئيس بري عن الاستمرار بهذه الدورات من دون انقطاع، الا اثناء الصلاة الى حين انتخاب رئيس الجمهورية.

 

وحضرت ظهر امس الى المجلس مجموعة من كبار ضباط الحرس الجمهوري في اطار التحضير للخطوات المتعلقة بانتقال الرئيس المنتخب الى القصر الجمهوري في بعبدا. وتقول مصادر المجلس انه بعد انتخابه سينتقل الرئيس الجديد الى القاعة العامة، اكان داخل مبنى البرلمان او خارجه لاداء القسم والقاء كلمة بالمناسبة.

 

وينتظر ان يستقبل الرئيس المنتخب والرئيس بري في مكتب رئيس المجلس المهنئين من نواب وسفراء وضيوف رسميين واعلاميين.

 

وكما هو معلوم، فان الدعوات وجهت للسفراء المعتمدين في لبنان لحضور الجلسة التي سيحضرها ايضا الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وربما مستشار وزير الخارجية السعودي للشؤون اللبنانية يزيد بن فرحان.

 

هذا هو مشهد الجلسة في الشكل، ويبقى المضمون وبيت القصيد مرتبطا بما ستحمله اوراق الاقتراع في الدورة الاولى التي يحتاج فيها الفائز الى ٨٦ صوتا وما فوق، ام في الدورات التي تليها التي يحتاج فيها الفائز الى ٦٥ صوتا وما فوق.

 

والبارز في المشهد سجل خلال الساعات الماضية استنفار التدخلات الخارجية وحركة الموفدين في السر والعلن، بشأن هذا الاستحقاق اللبناني المفصلي بطريقة تجاوزت كل الحدود والمستويات.

 

ونشط اطراف “اللجنة الخماسية” المؤلفة من ممثلين للولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية ومصر وقطر في هذا الاطار. واجرى لودريان لقاءات مع الرئيس بري وعدد من ممثلي الكتل اللبنانية، كما اجرى بن فرحان الذي عاد الى بيروت امس، سلسلة لقاءات واتصالات مع كتل ونواب بينهم المعاون السياسي للرئيس بري علي حسن خليل، واجتمع مع قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي يحظى بدعم قوي من واشنطن والرياض، وبات ايضا يحظى بتأييد فرنسي ومصري، وفق ما افاد احد النواب الذين التقوا امس الموفد الفرنسي، لافتا الى ان هناك ضغطا متزايدا لانتخاب عون، اخذ يترجم بمبادرة كتل ونواب للاعلان تباعا عن تأييده.

 

وعكست هذه المواقف المتسارعة مناخ بروز قائد الجيش على سائر المرشحين الآخرين، لكن حاجته لـ٨٦ صوتا وما فوق، اذا اعتمدت الفذلكة السياسية للدستور كما حصل في انتخاب الرئيس ميشال سليمان، تشكل امتحانا اساسيا له اليوم، في ظل عدم انقشاع كامل لهوية الرئيس قبل فتح صندوقة الاقتراع، لا سيما ان الثنائي “امل” وحزب الله لم يظهّرا موقفهما النهائي، بينما بقي “التيار الوطني الحر” متمسكا بمعارضته لانتخاب قائد الجيش، واعلن نواب مستقلون و”تغييريون” عن خيارات اخرى.

 

ومساء امس، تسارعت المواقف بوتيرة سريعة باتجاه انتخاب العماد عون اليوم، باكثرية كبيرة وباجواء توافقية.