Site icon IMLebanon

وحدة المعارضة على المحكّ… الإنفجار لم يُفجّر غضب الشارع بعد!

 

أحيا لبنان الذكرى الثانية لتفجير مرفأ بيروت، في وقت لا يزال أهالي الضحايا يطالبون بإحقاق الحقّ ومعرفة الحقيقة في جريمة العصر.

 

لا شكّ أنّ هذا الإنفجار ترك أثره في نفس كل لبناني، لكن ترجمة هذا الغضب لم تنفجر في الشارع وتطيّر كل رموز السلطة الذين ساهموا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالتسبّب بهذا الدمار والخراب.

 

قد يكون من أحد الأمور التي تدعو إلى الإستغراب هو أن الزيادة على «الواتساب» أحدثت إنتفاضة في 17 تشرين 2019، بينما موجة الإعتراض الشعبي التي أحدثها زلزال 4 آب 2020 إقتصرت على تظاهرة مركزية طالبت بإسقاط حكومة الرئيس حسان دياب التي لم تصمد أمام المطالب الشعبية ورغبة بعض قوى السلطة بالتخلّص منها مثلما حدث مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي العام 2013.

 

وبعد سقوط حكومة دياب تُرك أهالي ضحايا المرفأ لقدرهم، وبدأت الحملة المضادة للسلطة، وقد نجحت بتطيير المحقق العدلي فادي صوّان أولاً، ومن ثمّ ساهمت بعرقلة عمل المحقّق طارق البيطار الذي خرق الخطوط الحمر بالنسبة إلى أهل السلطة، وعلى رأسهم «حزب الله» الذي هدّده بالمباشر في قصر العدل عبر رئيس وحدة التنسيق والإرتباط في «الحزب» وفيق صفا.

 

ولم تساهم كل التجاوزات والمخاطر في توحّد أهل المعارضة وهذا ما تسبّب بضياع الشرارة الشعبية التي كادت أن تنفجر مجدداً بعد انفجار المرفأ، لكنّ غياب الرؤية الموحّدة ووحدة الهدف والقيادة الموحّدة ساهم في مزيد من إحباط الشعب المحبط أصلاً.

 

وتبرز عدّة تيارات في المعارضة، أبرزها التيار السيادي الذي يضمّ كلّاً من «القوات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» و»الأحرار» وحركة «الإستقلال» والنائب أشرف ريفي وبعض الشخصيات الأخرى.

 

أما الجبهة الثانية في المعارضة فتتألف من النواب التغييريين وينقسمون بين مجموعة الـ13 نائباً، وبين قوى أخرى مشتّتة.

 

وهناك فريق معارض لكنّه مستعدّ لإبرام صفقة مع «حزب الله» والسلطة وهذا الفريق يتكوّن من الحزب «التقدمي الإشتراكي» الذي بدأ حواراً رئاسياً مع «الحزب»، وكذلك قدامى تيار «المستقبل» الذين يعملون بتوجيهات الرئيس سعد الحريري وانتخبوا نبيه بري لرئاسة مجلس النواب وسمّوا ميقاتي لرئاسة الحكومة ومستعدّون لإنتخاب مرشح «حزب الله» والنظام السوري رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية إن طلب الحريري منهم ذلك.

 

وأمام كل هذه الوقائع، لا يبشّر الحوار بين القوى المعارضة بالخير حتى اللحظة خصوصاً وأن منطق الإلغاء وعدم الإعتراف بالحجم التمثيلي لكل مكوّن يسودان، إضافة إلى ميل «الإشتراكي» وقدامى «المستقبل» لإبرام الصفقات ومحاولة بعض الأطراف في المعارضة مسايرة «حزب الله» من أجل تحقيق بعض المكاسب، وبالتالي فإن الفرصة تلو الأخرى تضيع من أجل قلب الوضع السياسي الذي أوصل إلى إنفجار المرفأ ما يعني أن جرح أهالي الضحايا سيبقى مفتوحاً وينزف إلى أن تظهر الحقيقة التي باتت معروفة ويحاول من يعرقل التحقيق حجبها لأنه ربما هو المتورّط الأكبر.