Site icon IMLebanon

لبنان رهن الاستحقاقات الدوليّة والإقليميّة… والرئاسة ضمناً

 

 

 

يؤكد المتابعون للوضع السياسي الداخلي والخارجي، أن كلّ الأطراف الداخلية مكبّلة، وليس في وسعها أن تحسم أي خيار رئاسي أو سواه، باعتبار أن الجميع يمرّ في وقت ضائع لبنانياً وعربياً ودولياً، حيث تشير معلومات هؤلاء المتابعين العائدين من الخارج أنه، وفي غضون الأسبوعين المقبلين، قد تتبلور مشهدية الوضع الرئاسي في حال جرت متابعة لقاءات فيينا بين الأميركيين والإيرانيين حول الملف النووي، إذ ستتبلور عندئذ الإتجاهات التي ستذهب إليها الإنتخابات النصفية في الكونغرس الأميركي، أو انتخابات «الكنيست الإسرائيلي»، إضافة إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في شمال سوريا، حيث هناك مخاوف من تصعيد غير مسبوق للأتراك، وذلك، بانتظار ما ستفضي إليه الإتصالات الأميركية ـ التركية ـ الروسية.

 

وبنتيجة هذا الواقع، فإن المعلومات تلفت إلى احتمال حصول عمليات ميدانية وقد تتحوّل إلى حرب مفتوحة في هذه المنطقة، أو حصرها في الضربات الموضوعية التي جرت في الأيام الماضية، مع «قبّة باط» أميركية وروسية لحصولها، على أن تظهر ملامح المشهد الداخلي بعد هذه التحوّلات والتطورات، حيث لم يعد خافياً أن الإنتخابات الرئاسية ستبقى مرهونة بالوضعين الإقليمي والدولي، وأن أي رئيس للجمهورية سيكون ضمن هذا الغطاء، أي بتوافق من الدول والعواصم المعنية بالملف اللبناني.

 

لذلك، يكشف هؤلاء المتابعون، أن الجميع في الداخل يتابع ويواكب ما يجري، وقبل ذلك، ثمة استحالة للوصول إلى أي نتيجة، حتى أن بعض العائدين من باريس يشيرون إلى هذه الأجواء، ويكشفون عن تحرّك فرنسي فاعل باتجاه لبنان من خلال تحضيرات لإرسال موفدٍ للرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت، ولكن هناك تشاور يحصل مع واشنطن، ومع بعض الدول العربية والخليجية من أجل بلورة المشهدين الإقليمي والدولي، ولا سيّما الوضع الروسي ـ الأوكراني، وعندئذ ستبدأ مرحلة الحسم، إن من خلال الإستحقاق الرئاسي، أو حلّ المعضلة اللبنانية في إطار الجهد الفرنسي، والذي يحظى بتفويض أميركي وعربي، ولكن أيضاً ليس هناك ما يشير الى قرب إطلاق هذه المبادرة أو التحرّك الباريسي قبل أسبوعين، ويمكن الحديث عن موفدين آخرين لهذه الغاية.

 

من هذا المنطلق، فإن ما يحصل الآن بحسب المتابعين، لا يعدو كونه تعبئةً لهذا الفراغ، من خلال تصفية الحسابات السياسية وحرق أسماء رئاسية، ومحاولات التقارب بين هذا الرئيس وذاك، أو هذه الجهة السياسية وتلك، إلى حين أن تأتي ساعة الدخول جدياً بشأن التوافق على رئيس جديد للجمهورية، ومن ثم الشروع في كيفية مساعدة لبنان، إن ما خلال تسوية متكاملة تقضي بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، وعقد مؤتمر وطني لبناني برعاية دولية وعربية، وصولاً إلى تقديم المساعدات الإقتصادية من خلال إعادة تحريك أموال «سيدر» وعقد مؤتمر للدول المانحة.

 

ويبقى أخيراً، أنه وعلى إيقاع هذه الأجواء والمعطيات، تبقى الساحة الداخلية معرّضة لأي تطور سياسي وأمني أو حصول الفوضى العارمة على خلفية الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية من خلال بعض العناوين الأساسية والمتمثّلة بالقطاعات التربوية والصحية المهددة بالإنهيار التام، إلى ارتفاع الدولار الجمركي، والأخطر ما يجري في قطاع المحروقات من اعتماد الدولار لسعر صفيحة البنزين، إضافة إلى ما ستكون الأمور عليه أمام اقتراب استحقاق التدفئة وكذلك المدارس والجامعات، فهذه العناوين قد تؤدي إلى فوضى كبيرة ولهذه الغاية كل الأمور ستبقى عالقة بانتظار ما سترسو عليه الإستحقاقات السياسية والإقتصادية كافةً، ليتبيّن عندئذ الخيط الأبيض من الخيط الأسود.