Site icon IMLebanon

باسيل حفر “حفرة” لفرنجية وجعجع لم يقع في الفخّ

 

بدأ الجميع التداول بسيناريوات الإستحقاق الرئاسي وسط الآمال المعقودة عليه من أجل المباشرة بعملية التغيير المنشود.

 

لم تصب الأزمة فريقاً لبنانياً واحداً، بل إن كل الشعب اللبناني يعاني، فحتى بيئة «حزب الله» أصابها الإنهيار الإقتصادي، ولم تنقذها العملة الخضراء التي تأتي من طهران، في حين أن حركة «أمل» بنت شعبيتها بعد تغييب الإمام موسى الصدر على خدمات الدولة ووظائفها، فانهارت الدولة وبات موظّف القطاع العام أكثر من يعاني.

 

ومن جهة ثانية، فإن الرئاسة تشكّل مدخل التغيير ليس بشخص الرئيس فقط، بل من خلالها يتبين ما إذا كانت هناك تسوية كبرى قد تتيح سنوات من الإستقرار في لبنان، أو أن الأمور متجهة نحو المواجهة القاتلة.

 

قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان في أيار 2014، حُصر الترشيح للرئاسة بالزعماء الموارنة الأربعة، وبعد خروج الرئيس أمين الجميل من النادي السياسي والخسارة المدوية لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، إنفرط عقد هذا النادي وبات الترشيح متاحاً لكل ماروني يتمتع بحقوقه المدنية والسياسية.

 

وفي السياق، كان فرنجية أكثر المطمئنّين لتوليه رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون، وكان يراهن على احتفاظ «حزب الله» بالأكثرية وبأن رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل موضوع تحت «نير» العقوبات الأميركية وبأن لا حظوظ لجعجع بالوصول إلى بعبدا.

 

لكنّ فرنجية الذي كان متفائلاً في المرحلة الماضية بات اليوم متشائماً، وذلك لأن «الحزب» والحلفاء لا يملكون أكثرية الثلثين في المجلس النيابي، في حين أن العامل الأهم هو انفجار لغم باسيل فيه وهذا ما لم يكن في الحسبان.

 

لا شكّ أن «حزب الله» لا يزال اللاعب الأقوى على الساحة المسيحية لكنه لا يستطيع الإتيان برئيس جمهورية بلا موافقة «التيار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية»، فلو فاز فرنجية مثلاً بتكتل يزيد عن 10 نواب لما كان بحاجة إلى «التيار» أو «القوات».

 

وأمام هذا الواقع، واليقين بأن جعجع لن يسير بفرنجية، فإن الأخير وقع في شباك باسيل ولن يستطيع الإفلات منه بسهولة، وبالتالي فانّ حظوظ فرنجية باتت متدنية، مع أن السياسة اللبنانية مفتوحة على كل الإحتمالات.

 

ومن جهة ثانية، فان باسيل حاول إستكمال حراكه الرئاسي من دون إعلان ترشيحه، وحاول إغراء جعجع بطريقة غير مباشرة في إعادة لسيناريو 2016، أي إعتبار نفسه وجعجع الأكثر تمثيلاً وأن من حقهما الترشّح للرئاسة تحت عنوان التمثيل المسيحي، وعندها فليفز الأقوى.

 

وبهذه الطريقة يكون باسيل فرض نفسه كمرشّح جديد للرئاسة بعدما أحرقته إنتفاضة 17 تشرين والعقوبات، ونال تأييد «حزب الله»، ويراهن على أنّ «الحزب» سيحشد له الحلفاء لتأمين فوزه بالنصف زائداً واحداً.

 

لكنّ جعجع إستوعب اللعبة ولم يدخل في المزايدات الطائفية وأبقى على خطابه الوطني ولم تُغرِه كل إغراءات باسيل الرئاسية والزعاماتية، ووجّه له ضربة «رئاسية» رافضاً إنتخاب رئيس من 8 آذار، شاهراً سلاح النصاب الذي استعمله «التيار» و»الحزب» منذ العام 2005.

 

وأمام كل ما حصل، فإن باسيل وجّه ضربة لفرنجية، فأتى جعجع ووجّه ضربة لباسيل ومن خلفه لـ»حزب الله»، وبالتالي فإن جعجع كسب جولة أولى على مرشحي «الحزب»، ويبقى انتظار باقي الجولات.