لن يكون المؤتمر الصحافي الذي يعقده النائب جبران باسيل بعد اجتماع تكتل لبنان القوي اليوم مخصصا فقط للرد على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر الذي انتقد فيه العهد وفريقه او سلطة «ما خلونا» من دون ان يسميهما بل سيتوسع الرد الباسيلي ليشمل موقفا يتوقع ان يكون عنيفا من قداس شهداء المقاومة اللبنانية الذي أقيم في معراب وتخلله هجوم ومواقف نارية ضد رئيس الجمهورية وفريقه السياسي ولا يستبعد العارفون ان يتضمن المؤتمر اتهاما للطرفين بالتآمر ضد العهد والعونية السياسية.
ومن المؤكد إن مؤتمر باسيل سيواكب حملة التصعيد التي بدأت قبل فترة على مسافة زمنية قصيرة تفصل عن موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية في حال لم تدخل البلاد في الفراغ الرئاسي حيث يسعى كل فريق الى كسب النقاط الرابحة في السباق الذي سينطلق قريبا الى قصر بعبدا.
وقد جاء كلام رئيس حزب القوات سمير جعجع أكثر بكثير من المتوقع إذ رفع مستوى التصعيد في الملف الرئاسي واصفا رئيس الجمهورية ميشال عون بـ «أضعف رئيس في تاريخ لبنان» داعيا لانتخاب رئيس «مواجهة».
ومع ان جعجع حرص على ان يكون كلامه موضوعيا لتقييم ما جرى في سنوات العهد إلا انه خرج عن الضوابط الكلامية بوصف العهد بأسوأ النعوت مفندا سياساته وخطاياه معتبرا انه لم يعد يجدي نفعا الضرب بالعهد وفريقه السياسي، ولذلك كما تقول مصادر سياسية حسابات خاصة لدى معراب فالتصعيد الأخير على مشارف أيام من مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا له مبرراته ودوافعه.
يدرك رئيس حزب القوات ان حظوظه الرئاسية معدومة وقد اراد من خلال مواقفه النارية في قداس شهداء المقاومة اللبنانية ان يقيم توازنا وان يفرض مقولة»الأمر لي « رئاسيا» لأنه الأقوى والأكثر تمثيلا لدى المسيحيين.
كما أراد جعجع القول انه يمسك المبادرة الرئاسية محاولا فرض نفسه اللاعب الأكبر على الساحة المسيحية وصاحب الكلمة الفصل الى جانب بكركي قاطعا الطريق على مرشحي فريق الممانعة سليمان فرنجية ومن يريده جبران باسيل وهذا ما حرص على تظهيره في الإشادة بأدوار البطريركية المارونية كما ظهر ذلك في الحضور الاكليركي والمشاركة الدينية اللافتة لعكس تأييد ودعم بكركي للمسار السياسي الذي تنتهجه معراب.
تماما كما حصل في الإنتخابات النيابية سعى جعجع لشد العصب المسيحي حول القوات بشعارات تحاكي هواجس المسيحيين ومخاوفه الوجودية مدغدغا الوجدان المسيحي بقوله ان المسيحيين يعدون الأيام لحظة بلحظة ويوما بيوم لينتهي العهد ويحنون الى العشرين يوما من عهد بشير الجميل، معددا أيضا الفوارق بين لبنان الممانعة «فوضى وفقر وطوابير»، و»لبناننا» سويسرا الشرق والعمران والنظام.
ومع ان جعجع حاول إظهار ان هناك قواسم مشتركة مع النواب المعارضين والتغييريين فان ذلك لم يترجم بحضور النواب التغييريين قداس معراب ووفق أخصام جعجع فان طرح جعجع « الرئيس الإنقاذي» لا يعني بالضرورة ان يكون منتميا الى الفريق السيادي بل يمكن اختيار الشخصية التي تتوافر فيها مواصفات سيادية وكفاءات تسمح بحل الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والمالية التي تغرق فيها الدولة، أضف الى ذلك ان هناك اختلافا وتباعدا بين مواصفات معراب ومواصفات التغييريين الرئاسية مما يؤكد عدم التوحد بعد.