الإشتباك الدستوري الى تفاقم…عون لن يسمح لميقاتي بتولّي صلاحيات الرئيس –
مع بدء العد العكسي للمهلة الدستورية لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل نهاية تشرين الاول المقبل، تبدو خبايا الكواليس الرئاسية كثيرة، وكل يوم تظهر بشكل متجدّد فتزيد الاسماء المرشحة الى الرئاسة، وتلك التي يتم التداول بها من دون معرفة سيرتها الذاتية، او على الاقل وجود دعم نيابي لها كي تحظى بالتصويت، إضافة الى غياب اي دعم داخلي اوخارجي لها، فضلاً عن أسماء شخصيات طموحة مغمورة وغير معروفة، عملت في مجالات عدة وهدفها الوصول الى قصر بعبدا. لكن هوية مَن سيصل الى المركز الاول، تبقى حتى اليوم غير معروفة، حتى ولو جرى التلميح اليها من بعيد، فالكلمة الفصل وكما جرت العادة في لبنان، هي للضوء الخارجي الذي يتفق اولاً على إسم الرئيس اللبناني ومن ثم يتصاعد الدخان الابيض من الداخل، ليصل الرئيس المقبول من اكثرية الاطراف، ولو على ظهر تسوية جديدة سياسية كما إعتاد اللبنانيون.
الى ذلك، ووسط هذا التخبّط والسيناريوهات التي تُحضّر، يبدو رئيس” التيار الوطني الحر” جبران باسيل، كمَن يقاتل لوحده مع وصول العهد الى نهايته، ضمن صورة سلبية مطوّقة بالازمات والانهيارات التي لا تنتهي، والمرشحة وفق مصادر سياسية متابعة، لتطورات الوضع في لبنان الى التفاقم، وهذا ما يتردّد في الكواليس ، مع غياب كلي لحلفاء العهد، اذ لم يبق منهم إلا حليف واحد هو حزب الله، الصامت في إنتظار مستجدات الوضع، والذي يتكل عليه رئيس “التيار” او بالاحرى يتكئ عليه، لانه بات لوحده يصارع الخصوم وما اكثرهم، مع إقتراب تاريخ 31 تشرين الاول، والمخاوف من ذلك النهار، الذي من المرجح ان يعيش اجواء سياسية سلبية، مع قدوم الفراغ الرئاسي اليه، وهذا يعني إستلام حكومة تصريف الاعمال صلاحيات رئيس الجمهورية، الامر الذي لن يقبل به احد خصوصاً المسيحيين، حيث من المتوقع جداً ان يتوحدوا دفاعاً عن المركز المسيحي الاول مع بكركي، التي تشدّد على بقاء صلاحيات رئيس الجمهورية في يده وحده، حيث تطالب مصادر كنسية بإنتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، كي لا تحدث هذه المشكلة وتصب في اتجاهات اخرى سلبية لا يحمد عقباها، وعندها قد تتسع المشكلة نحو إتجاهات طائفية ، خصوصاً انّ لبنان قابل جداً للوصول الى هذا المشهد بسبب نظامه الطائفي.
إنطلاقاً من هنا، تتردّد معلومات بأنّ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، يتجه الى الطلب من الوزراء المسيحيّين في حكومة تصريف الاعمال، المحسوبين على”التيار” الانسحاب أو الاعتكاف، تحت عنوان “حكومة ميقاتي غير شرعية” ولا يحق لها تولّي صلاحيات رئيس الجمهورية، على ان تُدعم هذه الخطوة بتحركات وإعتصامات شعبية لمحازبي ومناصري “التيار” على الطرق المؤدية الى القصر الجمهوري، دعماً للرئيس عون والمطالبة بعدم خروجه من القصر في حال سيسيطر الفراغ ويتولى ميقاتي وحكومته الصلاحيات.
وعلى خط الحليف الوحيد المتبقي اي حزب الله، فقد أبلغ باسيل بأنه ضد هذه التحرّكات، لانه يرفض الخوض في المتاهات الطائفية، كي لا يساهم في إحداث المزيد من الانقسامات، وفي تدهور الوضع وإنتشار الفوضى في ظروف خطرة ودقيقة لبنان بغنى عنها. وتقول مصادر معارضة لباسيل انه بات يشعر بالوحدة السياسية، لانه بات متروكاً في حقبة شديدة الخطورة، وتتطلّب الوقوف الى جانبه، فيما كان من الاجدى ان يتجاهل الرد على الخصوم خلال مؤتمره الصحافي يوم الثلاثاء الماضي، خصوصاً على رئيس حزب ” القوات اللبنانية ” سمير جعجع، لكنه كالعادة نبش القبور والماضي الاليم مع “القوات”، في توقيت صعب يتطلّب وحدة المسيحيين والاحزاب الفاعلة، من ناحية عدم مصادرة صلاحيات الرئيس من قبل حكومة مستقيلة، لكن باسيل أخطأ، تضيف المصادر ذاتها، حين اراد الإستفراد بشد العصب المسيحي لوحده، اذ لو كان هذا الشدّ مزدوجاً لأتت نتائجه افضل بكثير، لذا كان من الافضل لو تنبّه رئيس ” التيار” الى وجود افرقاء مسيحيين من مختلف الاحزاب، لهم وجودهم وتاريخهم، فلا يمكن لأحد إختصار المسيحيين بشخصه، او بتنصيب نفسه كوصيّ عليهم، او إختصارهم بتيار او حزب معيّن.