Site icon IMLebanon

الإستحقاق الرئاسي يتحرّك … جعجع يُحاول قيادة معركة رئيس «التحدّي السيادي»

تعقيدات تركيبة المجلس تصعّب المسار للرئيس «الوفاقي»..والتعويل على دور بري وجنبلاط

 

يتحرك ملف الاستحقاق الرئاسي بعد جلسة الموازنة التي ستعقد غدا وبعد غد، في اجواء تؤشر الى ان المجلس يتجه الى اقرارها بالاكثرية بهدف فرملة انهيار الخزينة والمالية العامة.

 

ولا تستجيب الموازنة لكثير من الحاجات والضروريات، كما انها لا تتضمن بنودا اصلاحية لكنها بنظر مصادر نيابية تشكل حاجة ملحة لوقف الصرف على القاعدة الاثني عشرية ولاعادة الموازنة النسبية بين الايرادات والنفقات. وباعتقاد المصادر ان جلسة اقرار الموازنة ستكون المحطة الفاصلة باتجاه الانصراف الى الاستحقاق الرئاسي ، غير ان كل المعطيات والمؤشرات الراهنة لا تدل على ان انتخاب الرئيس الجديد في متناول اليد حتى الآن .

 

وفي رأي مصدر سياسي مطلع ان المناورات السياسية حول الاستحقاق ستشتد في الفترة القريبة المقبلة، لافتا الى ان المشهد السياسي حتى الإن لا يؤشر الى امكانية انتخاب رئس جديد خلال الفترة الدستورية. ويستدرك المصدر بالقول ان كل شيء قابل للتبدل في اي وقت، فقد تطرأ تطورات محلية وخارجية تفرض واقعا جديدا ينتج تسوية معينة للمجيء برئيس جديد لتفادي الوقوع بالشغور الرئاسي والتداعيات الصعبة والخطيرة التي قد تنجم عن ذلك.

 

ويرى المصدر ان الرئيس عون لن يبقى في بعبدا بعد انتهاء ولايته كما صرح غير مرة، لكنه لن يسلم في الوقت نفسه بان تتولى مهمة ادارة البلاد في فترة الشغور حكومة تصريف الاعمال الراهنة، وهناك احتمالان:

 

– اما تشكيل حكومة جديدة في الربع الاخير قبل نهاية ولاية الرئيس.

 

– او اقدام الرئيس عون على مغامرة غير دستورية باعلان تنصيب حكومة مصغرة .

 

لكن الخيار الثاني يكاد يكون ضربا من الجنون والسقوط ، لان مجرد محاولة السير بهذه المغامرة المقامرة يعني وضع البلاد في حالة شبيهة بعصيان رئيس الجمهورية واستمراره بالبقاء في بعبدا وان انتقل الى داره الخاص في بعبدا .

 

وبانتظار انقشاع المشهد السياسي في الاسابيع المقبلة، يبرز الكباش على مواصفات الرئيس الجديد، حيث يقود رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حملة متدحرجة ومتنامية تحت شعار انتخاب «رئيس سيادي» يملك مواصفات التحدي للطرف الآخر ولا ينتمي الى فريق ٨ آذار . ويوحي كما صرح مؤخرا، ان محاولته هذه هي موضع نقاش وبحث جدي تشمل كتلته ونواب «التغيير» و»الكتائب» وحتى نواب «اللقاء الديموقراطي» رغم ما صدر عن رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط اكثر من مرة من مواقف تؤكد الحاجة التوافق على شخص الرئيس. وذهب جعجع مؤخرا الى الحديث عن البحث ببعض الاسماء قريبا، لكن المعطيات المتوافرة لا تؤكد امكانية حصول توافق او قبول للسير بهذا المنحى من قبل القوى التي ذكرها .

 

ووفقا لمصادر مطلعة، ان جنبلاط لا يقبل بسلوك مثل هذا المسار، ويفضل ان تكون المشاركة واسعة وجامعة لتسمية رئيس وفاقي انقاذي بدلا من الوقوع في دوامة الشغور الرئاسي والذهاب الى فراغ سيزيد من الانهيار والسقوط ، كما ان اوساطا تؤكد ان جنبلاط لم يتخذ قراره النهائي فيما خص المعركة الرئاسية.

 

اما النواب «التغييرين»، حسب ما ينقل من اجواء اجتماعهم الاخير قبل اعلان بيانهم عن الرئاسة، فانهم متفقون على المواصفات العامة للرئيس الجديد، لكنهم لا يملكون رؤية ناضجة وموحدة حول كيفية تعاطيهم مع المسار نحو الاستحقاق الرئاسي، وكل ما اعلنوه في بيانهم هو انهم سيتجهون الى الشارع اذا لم يجدوا تجاوبا مع توجهاتهم .

 

ويدرك هؤلاء النواب الـ ١٣ ان اللجوء الى الشارع اصبح خيارا صعبا، لا بل ان قوة تأثيرهم تتضاءلت بسبب تجربتهم البرلمانية، التي لم تكن على قدر الآمال من جهة وبسبب التراخي والتراجع الكبير والقاتل لحركة الاحتجاجات الشعبية رغم المآسي والمشاكل الناجمة عن الانهيار الحاصل.

 

وفي المقابل، لا يبدو ان السعي الى اتفاق على رئيس توافقي امر سهل، خصوصا في ظل تركيبة المجلس النيابي المعقدة في غياب اكثرية صريحة لاي فريق او تحالف سياسي. ويقول مصدر نيابي ان الاصطفافات الراهنة من دون حصول تطورات وتعديلات كبيرة في المواقف تؤشر الى صعوبة بل استحالة انتخاب رئيس جديد بالاكثرية المطلقة في الدورات التي تلي الدورة الاولى التي يحتاج الفائز فيها لاكثرية الثلثين.

 

ويرى المصدر ان الاتفاق على رئيس وفاقي يحتاج الى جهود كبيرة تعدل في مواقف بعض الكتل والنواب ويحظى بنوع من الغطاء الخارجي ، وهذا ما سيكون محط اهتمام في الفترة المقبلة، حيث تتجه الانظار الى الرئيس بري وجنبلاط للعب دور بارز وفعال من اجل خلق اجواء اكثر ملاءمة مع هذا التوجه .

 

وهناك اسئلة عديدة تطرح حول هذا المسار، ابرزها موقف التيار الوطني الحر ورئيسه الذي يسعى بكل جهده للمجيء برئيس مقرب او اقرب للتيار اذا فقد الامل بخلافة عمه شخصيا .

 

كذلك تبرز الصعوبات حتى الآن في وجه انتخاب سليمان فرنجية كمرشح وفاقي نظرا للمعارضة التي يواجهها من جعجع وباسيل على حد سواء .

 

وبرأي المصدر النيابي ان نواب السنّة يلعبون دورا مهما في هذا المجال، ومن السابق لاوانه معرفة موقف الكتلة الاكبر منهم قبل الاجتماع المرتقب في دار الفتوى، وقبل معرفة توجه المملكة العربية السعودية التي ستظهر بصماتها في بيان الاجتماع المذكور .

 

ويخلص المصدر الى القول ان شعار رئيس «التحدي السيادي» اقرب الى المناورة لانه غير قابل للصرف والتطبيق ولا يحظى بغطاء محلي كاف ، ويحتاج الرئيس الوفاقي الى تأمين رصيد داخلي وخارجي كافيين للمجيء بعهد انقاذي، وهذا الامر يتطلب جهدا ووقتا ربما يتجاوز موعد الاستحقاق.