تتوقع الاوساط المواكبة للمجريات ان تدخل المنطقة مرحلة التحولات الكبرى بعد رفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية في ايران ما يزيد من قدرتها ويكرس دورها كلاعب اقليمي اول والرقم الصعب في معادلة الشرق الاوسط في ظل افول الدور العربي حيث يعيش العرب عصر انحطاط جديد بدءاً من خزان العروبة مصر الغارقة في مكافحة الارهاب لا سيما وانه لا يمر يوم فيها الا ويشهد عمليات ارهابية لا سيما وان «داعش» ارست دعائم «ولاية سيناء»، اضافة الى تموضعها على الرقعة الليبية حيث تشير المعلومات الاستخباراتية الى لجوء ابو بكر البغدادي اليها واقامته في مدينة سرت التي تحولت امارة داعشية بعد اصابته في غارة اميركية قتل فيها بعض قياديي تنظيمه في العراق ووفق المعلومات نفسها تم نقله الى تركيا للعلاج وبعد شفائه تم تهريبه سراً الى ليبيا في عملية معقدة، وهذا ما يفسر فورة الارهاب في بعض الدول الافريقية واخيرها لا آخرها العملية الارهابية لـ«داعش» في بوركينا فاسو، ومحاولات «داعش» للسيطرة على النفط الليبي عبر هجومه على مصافي النفط في مدينة رأس لانوف، وربما الانفلاش «الداعشي» جزء من خطة وضعها التنظيم التكفيري لتشتيت القوى المحاربة للارهاب بعد هزيمته في مدينة الرمادي وتلقيه ضربات قاسية في سوريا اثر هزائمه في شمال حلب واستعادة القوات السورية مع حلفائها مطار كويرس حيث بات سقوط حلب في يدها مسألة وقت وكان رد فعل التكفيريين الداعشيين بشن هجوم على البغيلية وهي بلدة تعتبر احد مداخل دير الزور وارتكابهم مجازر ذهب ضحيتها المئات وخطف ما يفوق 400 شخص غالبيهم من النساء والاطفال.
وتشير الاوساط الى انه بالعودة الى الدور الايراني اللاعب الميداني على الرقعة السورية فانه سيتعاظم وسط تقاطع المصالح الايرانية الروسية والاميركية في محاربة الارهاب لا سيما وان رفع العقوبات عنها يعني دخولها الى كافة المنطقة بصورة اقوى خصوصا بعد استعادة ارصدتها المجمدة البالغة 130 مليار دولار ستستر منها 30 مليارا كدفعة اولى، بموازاة الازمة الاقتصادية التي بدأت تعصف بالسعودية والخليج وتمثلت بتراجع النمو وخسائرها في البورصة ورفعها الدعم عن الكثير من الحاجيات وفي طليعتها النفط الذي يتوقع ان يصل سعد البرميل الى 16 دولاراً بعد دخول العملاق الايراني ساحة المنافسة، والذي سيترك بصماته على كافة الملفات في المنطقة ومنها الساحة اللبنانية ما يعزز قدرات «حزب الله» على مختلف الاصعدة السياسية منها والامنية.
وتقول الاوساط ان ملف انجاز الاستحقاق الرئاسي الذي يرتبط بالانفتاح الايراني – السعودي الذي لم يحصل بل اغلقت كل السبل في وجهه اثر التراكمات بدءا من حادثة منى وصولا الى اعدام الشيخ نمر النمر، فان الامر لن يؤثر على الملف الرئاسي لان اللاعبين الاقليميين والدوليين وخصوصا ايران والسعودية الذين وجدوا في الفراغ الرئاسي مصلحة لهم، فانه في المرحلة الراهنة يبدو ان ملء الشغور في بعبدا بات مصلحة ملمة من زاوية تقاطع المصالح، وان مبادرة الرئيس سعد الحريري لم تتوقف وهو التقى النائب سامي الجميل في باريس نهاية الاسبوع الفائت وبحثا في المبادرة الرئاسية.
وترى الاوساط ان زيارة الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني للفاتيكان ولقائه في الاسبوع الاخير من هذا الشهر سيتم البحث بين الرجلين في موضوع رئاسة الجمهورية كون هذا الاستحقاق يشكل اهمية كبرى لدى الحاضرة البابوية من زاوية ترسيخ الوجود المسيحي المشرقي ولان للمسيحيين في الشرق هذا الموقع اليتيم كما ان روحاني سينتقل الى باريس للقاء الرئيس فرنسوا هولاند حيث تتزامن زيارته للعاصمة الفرنسية مع زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لها وقد يلتقي الرئيس روحاني للبحث معه في انجاز الاستحقاق الرئاسي بعدما ضرب الاهتراء كل مفاصل الدولة وباتت على شفير الانهيار وان الراعي سيزور روما هذا الاسبوع لمدة 4 ايام للبحث مع البابا فرنسيس في هذه المسألة.