Site icon IMLebanon

هل بات الاستحقاق الرئاسي ناضحاً؟

مع تصاعد وتيرة الإجراءات الخليجية ضد لبنان، والتي كان آخرها منع الرعايا الخليجيين من زيارة بيروت، واستمرار الصورة الضبابية محيطة بالعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ولبنان، كشفت مصادر نيابية في 14 آذار، أن الباب لم يُقفل بالكامل أمام إعادة القيادة السعودية مراجعة مواقفها وإجراءاتها، ولكن ليس في وقت قريب كما تتوقّع الحكومة التي ما زالت تعمل على الإعداد لحوار رسمي مباشر تؤكد خلاله التضامن مع المملكة، والحؤول دون ذهاب الأمور إلى تصعيد أوسع من التصعيد الراهن. وأكدت المصادر نفسها، أن لبنان يعمل بكل إمكاناته الرسمية وغير الرسمية لكي تستعيد العلاقات مع مجمل دول الخليج زخمها السابق، معتبرة أن أي تأزّم إضافي سيرتدّ بشكل فائق السلبية على لبنان، الذي قد شارف على تحدي زعزعة استقراره الأمني من خلال موجة الأحداث والإشكالات التي شهدها الشارع في بيروت خلال الأسبوع الماضي. ولم تستبعد المصادر النيابية في 14 آذار، أن يكون للسفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري دوراً بارزاً في معالجة الوضع القائم، انطلاقاً من علاقاته الوثيقة مع قيادات فريق الرابع عشر من آذار، إلى التأييد الذي تلقاه في الأيام الأخيرة، والذي ظهرت فيه تباينات كبيرة في المواقف الداخلية اللبنانية إزاء الإجراءات السعودية والخليجية، من دون إغفال بيان الحكومة الرسمي الذي أكد التضامن مع القضايا العربية المشتركة.

ومن هنا، فإن المصادر نفسها، أشارت إلى أن عملية خلط للأوراق الداخلية تجري حالياً لتطويق تداعيات التأزّم الحالي، والذهاب نحو المعالجة الواضحة للخلاف مع المملكة، رغم المواقف التصعيدية لفريق 8 آذار ولأطراف أخرى غير محسوبة على 14 آذار. ورأت المصادر في الإشارات الميدانية التي تظهر في الشارع، دلالة على صعوبة الذهاب في الحكومة نحو موقف يؤدي إلى ترميم العلاقة بشكل كامل. واعتبرت أن الرهان اليوم هو على إعادة رسم خارطة طريق للعلاقة مع دول الخليج عبر الوسائل الديبلوماسية، ومن خلال مساعٍ ووساطات قيادات سياسية محلية ودولية. وأكدت المصادر أن هذا الأسبوع سيشهد أكثر من محطة حاسمة على صعيد الإستحقاقات الداخلية، سواء بالنسبة للإنتخابات الرئاسية التي لن تشهد أي تطوّر إيجابي، أو بالنسبة للحكومة التي لا تزال تتخبّط في أزمة النفايات، وبالتالي تعجز عن تلمّس دربها نحو معالجة أي من الأزمات الداخلية أم الخارجية.

وإذ اعتبرت المصادر نفسها، أن حماية الإستقرار الداخلي تشكّل أولوية مطلقة لدى فريق 14 آذار، أوضحت أنه على الفريق الآخر إثبات حرصه على الإستقرار من خلال تحديد مواقف واضحة من الوحدة الداخلية، كما من الإستحقاق الرئاسي قبل القضايا الإقليمية. وأضافت أن الكل بات مدركاً على المستويين الداخلي والإقليمي، أن الكرة اليوم في الملف الرئاسي قد باتت محصورة في ملعب فريق الثامن من آذار، وتحديداً «حزب الله»، بعدما ربط المرشّحان الأساسيان مشاركتهما بحضور جلسة الإنتخاب بضرورة حضور نواب «حزب الله» أولاً.

وخلصت المصادر النيابية ذاتها، إلى أن الإستحقاق الرئاسي قد بات ناضجاً، وما من ذرائع لأي مقاطعة لجلسات الإنتخاب بعدما توضّحت المواقف وارتسمت صورة التأييد للمرشّحين البارزين، خصوصاً موقف تيار «المستقبل» الذي أوضح بشكل نهائي حرصه على ملء الشغور الرئاسي مهما كانت التحديات.