عاد الإستحقاق الرئاسي إلى التداول مجدداً، لكن وعلى الرغم من كل التحركات في الداخل والخارج لم يسجل أي خرق.
وتكشف المعلومات أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، لم يغص خلال زيارته إلى بيروت في هذا الإستحقاق بعدما أعطى القرار ١٧٠١ وموضوع التمديد لقائد الجيش الأولوية، لكنه أتفق مع كل من ألتقاهم، أن باريس واللجنة الخماسية وضمنها واشنطن مع الخيار الثالث، وعليه لم يعد هناك أي توافق على الخيارين المعروفين لكلا فريق الممانعة والمعارضة، أي الوزير السابق جهاد أزعور ورئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، ولهذه الغاية، فإن لودريان لم يطرح أسماء على الإطلاق بل أكد أن البحث بين أعضاء اللجنة الخماسية وما قام به الموفد القطري أبو جاسم في بيروت قبيل وصول لودريان إلى العاصمة اللبنانية، إنما كان البحث عن الخيار الثالث والتوافق على شخصية تحظى بموافقة الجميع، ولهذه الغاية، فالأمور عادت إلى ما المربع الأول.
بمعنى أن الثنائي الشيعي أبلغ البعض ولم يتحدث مع لودريان بهذه المسألة بما معناه إنه متمسّك أكثر من أي وقت مضى بفرنجية لجملة إعتبارات، باعتباره يحمي ظهر المقاومة خصوصاً بعد حرب غزة وإشتعال الجبهة اللبنانية وخياره كان صائباً بمعنى أن يكون هناك رئيس للجمهورية يدعم المقاومة ولا يطعنها في الظهر، وعلى هذه الخلفية، فالفريق الآخر لن يقبل على الإطلاق بخيار رئيس المردة، ما يعني أن الأمور ما زالت في دائرة التعطيل إلى أن تأتي اللحظة الدولية الإقليمية الصائبة من أجل أن ينتخب الرئيس.
وفي هذا الإطار، وعلى الرغم من حرب غزة وإشتعال جبهة الجنوب ولغة التعطيل وتمسّك الأطراف بمواقفها إلّا أنه ثمة مرجعيات سياسية عليمة بناء على معلومات من الخارج، تؤكد بأن هناك أجواء تشي بأن ينتخب الرئيس في وقت ليس ببعيد، لأن المنطقة ولبنان تحديداً مقبلان عل متحوّلات ومتغيّرات والحرب طويلة وقد تحوّلت إلى إستنزاف في غزة والجنوب، ما يستوجب وجود رئيس للجمهورية يواكب ويتابع مجريات الأوضاع في الداخل والخارج، ولهذه الأسباب الكامنة يُنتخب الرئيس، فالأمور ما زالت معقّدة لدى الأطراف الداخلية، إنما ثمة من يقول عندما يتفق المجتمع الدولي وخصوصاً مع إيران لتقوم بقبة باط لحزب الله عندها ينتخب الرئيس، وبمعنى أوضح الكرة في ملعب حزب الله كونه الآمر الناهي ومن له الكلمة الفصل في المونة على كل من فرنجية والتيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.