Site icon IMLebanon

الإستحقاق الرئاسي أمام اختبار جديد بعدما تمادى الجمود

 

مفتاح الملف اللبناني هدنة في غزة وتهدئة في الجنوب

 

يخضع الاستحقاق الرئاسي مرة أخرى لإختبار انجازه بعد فترة من الجمود تخللتها اتصالات خجولة، فيما كان واضحا ان تطورات غزة والجنوب حجبت الإهتمام عنه. حاليا، ينشط الحراك حوله عبر  لقاءات يلعب فيها السفير السعودي وليد البخاري دورا بارزا، لناحية احياء المساعي بشأن هذا الأستحقاق تمهيدا لمهمات يتولاها الموفدون من الخارج لاحقا، ولاسيما إذا كان المناخ يسهل ذلك.

وجاء تحريك الملف في أعقاب الحديث المتداول عن وضعه في ثلاجة الإنتظار إلى حين جلاء مشهد الحرب،  وبالتالي انبرى المعنيون إلى تفعيل النشاط المتصل به والتأكيد على أهمية عدم ربط  انتخاب الرئيس بإنتهاء الحروب الإقليمية.

 

ليس منطقيا القول أن هذا المسعى سينجح أو يلقى التجاوب المطلوب  منذ الآن،  او الإشارة الى أنه سيفشل كما في المرات السابقة. فأي سيناريو سيشق طريقه؟ وهل برزت مؤشرات تدفع إلى التفاؤل هذه المرة ؟

ما اظهرته مداخلات النواب في الجلسة العامة للبرلمان هو،إقرار البعض بأهمية السلة المتكاملة وإنجاز التسوية. وهذه المسألة غير محسومة على أن هناك ترقبا لخطوة ما بعد اجتماع السفير السعودي  مع سفراء دول اللجنة الخماسية، علما  أنه من غير المستبعد أن تسجل حركة جديدة للسفير السعودي وعدد من السفراء، وقيام جولة من  المشاورات مستقبلا وسقفه ثوابت اللجنة في الملف اللبناني.

وتقول مصادر سياسية مواكبة للملف الرئاسي لـ «اللواء» أن هناك ٣ مؤشرات يجدر التوقف عندها  وهي أولا كان هناك جو لتحريك الملف الرئاسي ومحاولة فصله عن تطورات غزة، وهذه المحاولة لم يكتب لها النجاح بسبب الإصرار على عدم التطرق  إلى الرئاسة ما لم تهدأ  جبهة غزة، وبالتالي سقط هذا الخيار،  أما الخيار الثالث فتركز على تحريك ملف ترسيم الحدود البرية بمعزل عما يجري في غزة والملف الرئاسي، وسقط بدوره لاعتبارات عدة أولا لعدم جهوزية لبنان لهذا الموضوع في ظل الأوضاع القائمة على  الحدود  فضلا عن أن هذا الأمر كان يستدعي قيام هدنة أو نوع من التوقف لجبهة الجنوب،  لم يكن الأمر واردا في حسابات حزب الله والثنائي الشيعي وبعض الأطراف اللبنانية، اما الخيار الثالث والذي يعمل عليه حاليا فيقوم على إمكانية الوصول إلى تفاهم لوقف إطلاق النار في غزة من خلال الاتصالات الخارجية،وخلال هذه الهدنة في حال تم  التوصل إليها، يجري تحريك الملف اللبناني لأن الجبهة الجنوبية يسودها الهدوء نتيجة  توقف العمليات في غزة، ونجاح هذا الشق مرتبط بأمرين : أولا،   توقف القتال فعلا في غزة والوصول للتفاهم إلى هدنة تستمر ثلاثة أشهر، وثانيا مدى جهوزية الأطراف اللبنانية للدخول في معالجة  الملف الرئاسي.

 

وترى هذه المصادر أنه بالنسبة إلى الهدنة في غزة، فإن هناك اخذا وردا لكن هناك اتجاها للسير بهذه الصيغة،  في حين أن النقطة المتعلقة بالرهائن لم ينجلِ المشهد حولها خصوصا بعدما رفض الأميركيون الإقتراح الإسرائيلي باقامة خط فاصل، وهذه المسألة لا تزال محور بحث،  لافتة إلى أن الملف اللبناني تحرك من منطلقين: عودة الخماسية إلى الاجتماع وإن على مستوى السفراء تمهيدا لتصبح بمستوى أرفع.،والمواقف الداخلية التي تشهد حلحلة وعلى سبيل المثال موقف النائب السابق وليد جنبلاط الأخير  لجهة عدم ممانعته السير بانتخاب رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية ، لكن هذا ليس قرارا نهائيا إنما  إشارة إلى إمكانية البحث به. وقد ساهم هذا الأمر في ارتفاع أسهم فرنجية، لكن لا شيء نهائيا بعد. أما الإشارة الثانية فتمثلت بالاجتماع بين السفيرين السعودي والإيراني، وهذا ليس بأمر عادي، فهو يحصل للمرة الأولى كما أن الجو السعودي- الإيراني هادىء على صعيد الدولتين، والحصيلة التي يمكن الوصول إليها بإمكانية ضم إيران إلى اللجنة الخماسية لتصبح سداسية، وهذا الموضوع يبحث جديا بين اللجنة إنما لا قرار نهائيا بعد، أو هناك تريث به وليس معروفا ما إذا كانت هناك إمكانية لحصول تقدم  في انضمام إيران إلى اللجنة أو لا، لاسيما أن هناك معارضة  بشأن دخول إيران  وحتى أوروبية، لكن التوجه يقضي بأن تنضم كي يصار إلى الحديث مع ممثل عنها في داخل اللجنة.

 

وتؤكد أن ما يساعد  في هذا المجال  هو عودة الفرنسيين على الخط، لأن الإدارة الأميركية بدأت تنخرط في جو الانتخابات الأميركية، وقد يحصل تفاهم على لعب الفرنسيين المهمة لاسيما انهم يمثلون الدول الأوروبية، وتعتبر أن هناك مناخا جديدا عاد ليلفح في الهواء الرئاسي، فإلى أين يصل ليس معروفا بعد، مشددة على أن الأوساط التي تتعاطى بالملف الرئاسي تشير إلى أن هناك حلحلة في الجمود الحاصل فيه وإمكانية تذليل بعض العقبات، مكررة القول أن هناك رغبة لدى الفرقاء بتفعيل هذا الملف، لاسيما أنه يتطلب تحضيرا لعل حصلت الهدنة في غزة،  فهل من شأنها أن تساهم  في إنجاز الانتخابات الرئاسية؟ مع العلم أنه لم تقم هدنة فعلية في غزة، فإن أي كلام في الموضوع الرئاسي هو كلام لن يخرج بنتيجة،  وهذه الهدنة وحدها من تقرر ما إذا كان الملف الرئاسي يتحرك ام لا، لأن هذه الهدنة تستتبعها تهدئة جبهة لبنان، ما قد يتيح الدخول في هذا الملف،وحركات السفراء تصب في هذا السياق.

وتوضح أن أي كلام عن سلة متكاملة كما يرغب البعض قد يطرح في وقت لاحق وحتى الآن ما من قرار نهائي بعد لأن الأولوية لدى كثيرين تقوم على إتمام انتخاب الرئيس، وتسأل ما إذا كان هذا الطرح يدخل في صلب التسوية التي قد يعمل عليها ام لا.

قد تصطدم عودة البحث في الملف الرئاسي بعوائق جديدة أبرزها فشل الجهود المبذولة لإنجاز الهدنة في غزة وما قد يعقبها،  إلا أن المساعي قائمة كي يمنح الملف اللبناني فرصة ثانية.