IMLebanon

أميركا تقرّر من هو رئيس الجمهورية في لبنان

 

كثرت الأحاديث عن هوية رئيس الجمهورية المقبل في لبنان. فنرى أنّ البعض يذهب الى عدّة نتائج تحليلية منها ما يتخذ أشكالاً عدّة:

 

أولاً: المبادرة الفرنسية التي يتولى أمرها السفير الفرنسي جان ايف لودريان المعيّـن من قِبَل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.. وهكذا جاء الى لبنان، وزار معظم المرجعيات السياسية والنواب والفاعليات الروحية ولم ينجح… فعاد الى باريس واعداً بأنه سيعود مرّة أخرى.

 

عاد مسيو لودريان الى بيروت، وطرح فكرة جديدة بعدما سقط طرح طاولة الحوار، فصار «الحوار» «تشاوراً».. ثم بحث مرّة ثانية موضوع التشاور وعاد الى باريس، وما زال ينتظر نصرالله والفرج الذي تمنى لودريان أن يكون قريباً.

 

ثانياً: المصيبة أنّ مسيو لودريان استعان بالسفير السعودي كي يهيّئ له لقاء مع النواب السنّة، ظناً منه ان هذا يساعد على «اختراع» قوة ثالثة يمكن أن تحدث تغييراً.. وبالفعل وبعبقرية من السفير السعودي الذي هو بدوره استعان بسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي مدّد له المجلس الشرعي الذي تنتهي ولايته بعد أيام.. والمصيبة الأكبر ان سماحته كان يرفض موضوع التمديد أمام كل الذين فاتحوه بهذا الموضوع.. فكان جوابه أنه يفضل أن يرتاح… على كل حال، سماحته تركيبته وحسب اسمه عبد اللطيف فإنه حريص أن لا يزعل أحداً.

 

على كل حال، وبدل أن يعقد الاجتماع في دار الفتوى، تم عقده في دارة السفير السعودي.. وبالفعل فإنّ هناك اعتراضات في الشارع الاسلامي رافضة أن يُسْتَغل موقع سماحة المفتي لأمور سياسية… على كل حال، انعقد اللقاء والمفاجأة أنّ ثلث عدد النواب السنّة تغيّبوا، وثلثاً عارض ما طلبه سعادة السفير… وهكذا لم يتبقَ في «الميدان إلاّ حديدان»، وحديدان هنا معروف جداً، فإذا نظرت الى الصورة الجامعة تستطيع أن «تقرأ جيداً» ما أعنيه.

 

ثالثاً: اللجنة الخماسية المؤلفة من السعودية وفرنسا وقطر ومصر وأميركا اجتمعت في نيويورك، وهي جاهزة للاجتماع عند الضرورة… ولكن يبدو انه لا يوجد قرار أميركي بعد بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

رابعاً: إيران لم تُدْعَ الى اللجنة الخماسية وهذا خطأ، لسبب بسيط هو أنّ القرار الحقيقي هو بين اثنين لا ثالث لهما: أولاً أميركا وثانياً الأوامر التي تعطيها أميركا لإيران.

 

خامساً: ما نقوله ليس تنظيراً بل هو حقيقة… وإليكم ما جرى في موضوع ترسيم الحدود البحرية: إنّ عشر سنوات من المحادثات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية لم تسفر عن أي نتيجة.. وعندما قررت أميركا أنّ مصلحة إسرائيل هي في أن تضع حداً لموضوع الخلاف على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أرسلت مبعوثاً خاصاً الى المنطقة اسمه آموس هوكشتاين وكلفته حل الموضوع.. وللمناسبة يبدو ان هوكشتاين يملك سلطة يستطيع أن يأمر اليهود بقبول ما يطرحه عليهم… من هنا نجح في مهمته.

 

هكذا فإنّ 10 سنوات لم تسفر عن نتيجة ايجابية بين لبنان وإسرائيل… وحين جاء هوكشتاين استطاع بـ10 أيام أن يحل موضوع ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، طبعاً الدولة اللبنانية كانت «صورة»، بأنّ هناك قراراً إيرانياً موجّه الى «الحزب العظيم» أن يوافق فوافق.

 

أخيراً، سوف ننتظر ولا يهم ما يقوله زعماء الموارنة بدءاً من د. سمير جعجع الى «طفل الأنبوب» الى بقية المرشحين.. المهم فقط متى تقرّر أميركا أن تعيّـن رئيساً جديداً للجمهورية، فالعلم عند ربك.

 

أخيراً، يتساءل أحدهم: هل يستطيع البلد أن يتحمّل أكثر؟ أقول لأهلي وأحبائي: المصيبة أنّ لا أحد يسألنا أو يهمّه رأينا.