في ميزان الحسم والجزم، يعتبر شهر تشرين الاول اساسيا اقله فيما خص ملفين: الاول التنقيب في البلوك رقم 9 الذي استعجل وزير الطاقة حسم نتائجه، والثاني ملف الرئاسة، الذي مع دخول الشغور في بعبدا عامه الاول يؤشر الى انه سيطول، ويستمر الى ما بعد انقضاء العام الحالي.
وإذا كانت حركة الموفد القطري منسقة مع اللجنة الخماسية، وقبلها مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، على ما يقول المتفائلون، فإن أهمية العلاقة الحسنة لقطر مع السعودية وكذلك مع فرنسا ولسان حالها مع ايران، أمر يحمل على الأمل بإمكان إرساء تفاهم إقليمي – دولي يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، رغم تخوف المتشائمين من اتجاه الاوضاع الى انفلات امني، في بلد الحلول “عالحامي” فيه معادلة صالحة دوما.
في هذا الاطار، يؤكد مرجع سياسي رفيع، بان مجموعة من المؤشرات تدل الى ان القرار الاميركي، وبمعزل عن التطورات في بُعدها الاقليمي الايجابي، مصر على الاستمرار في نهجه في لبنان، نحو مزيد من الضغط على كافة المستويات، اهمها:
– اقتصاديا وماليا، من خلال التزام حاكم المركزي بالانابة بسلسلة من الاجراءات تمت مناقشتها قبل استلامه لمنصبه، وهي بمغزاها وبيت قصيدها تضع الدولة وحكومة تصريف الاعمال في مأزق التمويل، الذي لن تجد مفرا منه.
– الملف الفلسطيني وارتباطا ملف الارهاب الذي عاد الى الواجهة، وان كان غالبية الاشخاص الذين يتم توقيفهم حتى الساعة، رغم انتمائهم الى الجماعات الارهابية، من “نصرة” و”داعش”، الا انهم غير موكل اليهم اي مهمات امنية.
– ملف شبكات التجسس الذي بات ابعد من “اسرائيل”، حيث ان التقارير الامنية الرسمية تتحدث عن اختراق غير مسبوق للساحة اللبنانية، نتيجة الاوضاع الاقتصادية السيئة، والكلفة المتدنية لانشاء تلك الشبكات.
– الحملات الاعلامية والشائعات التي تغزو البلد، وهي في غالبيتها منظمة وتندرج في اطار تحضير الساحة لاعمال امنية او عسكرية.
– الفراغ القاتل الذي قد يؤدي الى شلل المؤسسات الامنية والعسكرية، التي باتت تعمل في طاقتها الادنى والازمات التي تنتظرها، خصوصا بعد تهديد مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية خلال اجتماع “الخماسية” في باريس، وتركيزها على المساعدات المالية للجيش، وربطها الامر بالاستقرار السياسي، وتسريب ان واشنطن لن تجدد العمل ببرنامج المساعدة المالية النقدية للعسكريين.
– الاحداث الامنية المتنقلة، والتي بدأت تأخذ طابع الاعتداء على المؤسسات الرسمية، كما حصل في منطقة اللبوة، والتهديدات التي تتلقاها القوى الامنية في الكثير من الاحيان.
– ملف النزوح السوري، وخطورة ذلك ليس ديموغرافيا، انما في اطار المشروع السياسي الذي يجري الاعداد له، علما ان العديد منهم بات مسلحا، فضلا عن ان غالبيتهم قادم من مناطق الحدود التركية وهم مدربون، كما ان المعلومات تشير الى ان من بينهم الكثير ممن اتمّ الخدمة العسكرية في سوريا، وسط عجز لبناني رسمي عن سابق اصرار وتصميم، وتواطؤ مقصود في التعامل مع هذا الملف، خصوصا في موجة النزوح الثانية راهنا.
– ملف الحدود الجنوبية من ترسيم، الى المخاوف من هروب حكومة اليمين “الاسرائيلية” الى افتعال ازمة مع لبنان، رغم ان المعلومات المتوافرة تشير عن عودة قريبة للوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت، نتيجة تطورات على صعيد ملف الترسيم، وغموض يسود ملف التنقيب، بعدما غيرت “الترنس اوشن” موقع التنقيب في البلوك رقم 9.
ويتابع المرجع بان الاجواء المحيطة، تؤشر الى ان الاوضاع اللبنانية ذاهبة الى مزيد من التعقيد، والملف الرئاسي مؤجل الى اجل غير مسمى، اذ لا بوادر انفراج وكل ما يطرح من مبادرات و”كب اسماء”، خاتما بان المعركة الجدية والفعلية ستكون في اليرزة وحولها ومعها، على ان تحسم مطلع العام، وحتى هذا التاريخ كل الاحتمالات مفتوحة.