Site icon IMLebanon

تطوّرات غزة تجمّد الملف الرئاسي أشهراً… والقطري يُبعِد العماد عون لعدم إحراقه !

عروضات مُغرية لفرنجية : كلّ ما تريده ليُنافس “المردة” سياسياً… وفرنجية يردّ بحزم!

 

فيما راهن ولا يزال كثيرون على حركة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، الذي لم يكتف بجولة اولى، بل توجه لجولة ثانية من المفاوضات في اطار حراكه الرئاسي في بيروت، تبين حتى الساعة ان لا نتيجة عملية للحراك الخارجي، بانتظار كلمة سر تأتي برياح اقليمية الهوا.

 

مصادر مطلعة على الحراك القطري، تكشف بان بن فهد ال ثاني تعمّد اجراء جولة ثانية حتى مع مَن كان سبق له والتقاهم في اطار جولته الاولى رافعا سقف “المغريات” الرئاسية، وتشير المصادر الى ان ما يسعى اليه القطري في مهمته الحالية هو ازاحة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية عن قائمة المرشحين الاقوياء لرئاسة الجمهورية ، وهو يعمل لهذه الغاية طارحا اسماء عدة بديلة.

 

المعلومات من اوساط بارزة تشير الى ان القطري يدرك تماما ان امكان ايصال مرشحه المفضل قائد الجيش جوزاف عون الى بعبدا صعبة، في ظل رفض حزب الله كما التيار الوطني الحر ، وانطلاقا من هنا فهو تعمّد الحديث عن اسم اخر يكون وسطيا وحياديا.

 

وفي هذا السياق، يكشف مصدر مطلع على حركة الموفد القطري، وعلى جو بعض لقاءاته مع المعنيين، بان طرح الاسماء الاربعة من قائد الجيش الى نعمت افرام وزياد بارود كما اللواء الياس البيسري، اتى في اطار توسيع دائرة الخيارات، لكن المستجد ان الموفد القطري لم يعد يتحدث في جولته الثانية الا عن اسم المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ، حتى ان طرح العماد عون كمرشح اساسي، تعمّد القطري عدم الحديث عنه في جولته الثانية حاصرا الامر بالبيسري، الا ان متابعين للملف اشاروا الى ان ابعاد العماد عون عن طرح الاسماء من قبل الخارج وتحديدا قطر، لا يعني ابدا ان القطري أبعد عون عن المشهد الرئاسي، انما فضّل راهنا عدم حرق اسمه، وبالتالي العمل على محاولة تسويق اسم آخر في محاولة جس نبض الفرقاء، عما اذا كانوا مستعدين للبحث بمبدأ الذهاب لمرشح ثالث خارج اطار سليمان فرنجية وجهاد ازعور.

 

وعلى عكس ما ظن كثر، واضح ان ورقة القطري المخفية هي قائد الجيش، اما طرح اسم اللواء البيسري ولو انه الاكثر جدية بين الاسماء الثلاثة المطروحة، فهو محاولة جس نبض قطرية بتنسيق مع اللجنة الخماسية. علما ان المطلعين على جو البيسري يشيرون الى ان البيسري المعروف بقربه وحسن علاقته مع جميع الفرقاء السياسيين، كما بذكائه وحنكته بادارة مختلف الملفات، هو رجل واقعي جدا ولا يعيش في الاحلام الرئاسية ، وهو يعلم تماما ان امكان وصوله لسدة الرئاسة ليس بالامر السهل.

 

وبالعودة الى الحراك الخارجي، فما يسعى لتحقيقه القطري، اي انتزاع مبدأ البحث بمرشح ثالث ، لم ينجح بنيله حتى الساعة ، اذ تكشف المعلومات بان حزب الله كان واضحا وهو كرر على مسمع بن فهد ال ثاني ، وابلغته الديبلوماسية المعهودة، بان الحزب ليس بوارد التخلي عن فرنجية، لا بل هو متمسك به حتى النهاية.

 

اكثر من ذلك، تكشف اوساط مطلعة على جو لقاءات بن فهد ال ثاني مع رئيس “تيار المردة”، عن انه عقد اكثر من لقاء مع قياديين في “المردة”، بحيث التقى الوزير السابق يوسف فنيانوس مرة وعاد والتقى فرنجية. وتشير الاوساط الى ان فرنجية الذي تم تقديم له كل ما يلزم من عروضات ومغريات، وصلت لحد عرض كل ما يحتاجه “المردة” لكي ينافس الاحزاب الاساسية، وتأمين مستقبله السياسي حتى “ييقى واقف على اجريه”، مقابل انسحاب فرنجية من السباق الرئاسي، الا ان الاخير كان حازما برده، ورفض كل ما عرض عليه، مؤكدا بانه ماض بالترشح حتى النهاية، طالما هناك فريق قوي متمسك به.

 

وعليه ، فالحراك القطري لم يصل الى اية نتيجة، علما ان مصدرا مطلعا على الجو الفرنسي اكد لـ “الديار” بان مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لم تنته بعد، كما اعتقد البعض ، وقد كشف مصدر ديبلوماسي فرنسي بان الأطراف السياسية لم تتوصل بعد إلى أي توافق حول اسم أو أسماء بشأن الاستحقاق الرئاسي، مؤكدا ان لو دريان سيزور لبنان مجدداً في موعد لم يتحدد بعد.

 

اما عن الحوار الجاري بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي يعول عليه البعض لاحداث خرق ما بالملف الرئاسي، فتؤكد مصادر مطلعة على جو الطرفين بان الامور ماشية، ولكن لا جديد حتى الساعة. ونفت مصادر موثوقة رفيعة كل ما نشر عن لقاء جمع بالساعات الماضية امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

 

على اي حال، وبانتظار اي تطور خارجي او داخلي، وعلى وقع التطورات المفاجئة “لطوفان الاقصى”، يختم مصدر موثوق معلقا على ما تشهده الساحة اللبنانية من حراك خارجي، ولو بلا بركة حتى الساعة، بالقول : قبل طوفان الاقصى لم تكن الامور اصلا قد نضجت، فكيف الحال مع ما تشهده غزة اليوم والذي أدخل7 تشرين الأول 2023 في تاريخ صراع عربي- “اسرائيلي” من نوع جديد ؟!