IMLebanon

وماذا عن الرئاسة؟

 

على كل شفة ولسان في لبنان، في غمرة عملية «طوفان الأقصى»، السؤال الآتي: ما هو تأثير الحدث الخطير في فلسطين المحتلة على الاستحقاق الرئاسي؟

 

من أسف أن الأجوبة تختلف باختلاف أصحابها في الانتماءات والمصالح والأهواء والأغراض، على عادة اللبنانيين، دائماً وأبداً، في معالجة الأمور من الزوايا المصلحية الضيقة.

 

وأخبرني بعض المعنيين من ذوي التواصل مع الجهتين العربية والدولية المعنيتين بالمبادرات من أجل إنجاز الاستحقاق أنه اتصل بصديقه المسؤول البارز في إحداهما طارحاً السؤال الذي استهلينا به هذا الكلام فأجابه باختصار مفيد: لا صوت يعلو على صوت التطوّرات الحربية الدائرة في فلسطين. وقال لي: ادركتُ من الجواب أن الاستحقاق الرئاسي مجمّد في البراد، إلى أن تنجلي تطورات حرب الطوفان. ثم أضاف يخبرني أنه سمع جواباً مماثلاً من الجهة صاحبة المبادرة الثانية مع الإضافة الآتية: عليكم أنتم، في لبنان أن تبادروا بدوركم الى تفاهمٍ ما، وإلّا عليكم الانتظار وقتاً غير قصير، فلا أحد في العالم مهتم بكم في هذه المرحلة الزمنية بالغة الدقة والتحرّج.

 

واضحٌ أنّ طرَفَي النزاع، أي الثنائي الشيعي ومعارضيه في حال ترقب لنتائج ما يُدار من أحداث جسام في فلسطين المحتلة. فالثنائي، وفق أوساطه الإعلامية على الأقل، يرى أن النتيجة ستكون في مصلحته من دون أدنى شك، وبالتالي فإن رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية في طريقه الى قصر بعبدا على صهوة حصان أبيض. ويضيفون أما إذا انخرط حزب الله بشكل مباشر وجدّي في الحرب، فسيملأ زعيم المردة سُدّة الرئاسة من دون تأخر، وربما بأكثرية نيابية مرموقة جداً. والمعارضون يجمعون على العكس تماماً أيّاً كان مسار المعارك في غزة وربّـما في أنحاء أخرى من فلسطين. ويُسهب هؤلاء في الشرح والتفاصيل دعماً لوجهة نظرهم(…).

 

وفي تقديرنا أن الحقيقة هي في مكان آخر… إنها في ثابتةٍ موصوفة وهي أن الطبقة السياسية، في معظمها، «تمسحت»، وليست مصلحة لبنان في اهتماماتها، وإلّا كان يجب أن يكون عندنا رئيسٌ منتَخَبٌ منذ سنة وشهر، أي في مطلع المهلة التي حدّدها الدستور قبل انتهاء ولاية الرئيس بشهرين.