IMLebanon

مواجهة تداعيات حرب غزَّة تتقدَّم على الخوض بالانتخابات الرئاسية

 

إثارة الملف الرئاسي لتلميع الصورة وليس لإنتخاب رئيس للجمهورية

 

 

بالرغم من تصدر موضوع الاشتباكات المتقطعة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية، الاتصالات والمشاورات الجارية بين المسؤولين والسياسيين مع حزب الله، لتفادي توسع وتيرة المواجهات إلى مناطق أخرى، وعدم الانجرار الى الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، يستأثر البحث جانبيا في موضوع الانتخابات الرئاسية، وامكانية تحويل الانفتاح والتلاقي بين الحزب وبعض القوى وتحديدا، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، حول سبل حماية لبنان من تداعيات مايحصل، إلى تقارب في وجهات النظر، لتحقيق اختراق ما في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، يتم من خلاله تجاوز التباينات والخلافات السابقة، ويفتح الأبواب أمام انتخاب رئيس للجمهورية في وقت لاحق.

قد يكون من الممكن تحقيق هذه المقاربة في حال توافر ثلاثة عوامل اساسية، الاول بقاء وتيرة الاشتباكات على الحدود الجنوبية ضمن المناطق الدائرة فيها منذ اندلاعها، بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي حول قطاع غزّة محصورة ضمن المناطق الحالية، وعدم تحولها في وقت لاحق إلى حرب واسعة بين حزب الله وإسرائيل، لانه يستحيل عندها مقاربة موضوع الانتخابات الرئاسية والبحث فيه، في ظل الأوضاع الساخنة، والعامل الآخر والمهم، هو توسع حلقة التفاهمات والتقارب لتشمل قوى اساسية بالمعارضة، مثل القوات اللبنانية والكتائب وغيرهما، لازالة كل الاعتراضات والخلافات القائمة، التي تعترض الاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية، ولتأمين انعقاد جلسات انتخاب الرئيس، بلا تحفظات اوموانع، او اللجوء إلى تعطيل نصاب جلسات انتخاب الرئيس، في حال لم تكن التفاهمات مكتملة حول اسم رئيس الجمهورية.

يبقى العامل الثالث والمهم، هل يبدل حزب الله وحلفاؤه تعاطيه مع ملف الانتخابات الرئاسية، ويزيل شرط إجراء حوار وطني مسبق وفرض مرشح رئاسي معيّن، ويوظف التقارب الحاصل مع بقية القوى للافراج عن الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، لكي يتولى مهماته الدستورية ويعمل على اعادة الانتظام لعمل المؤسسات الدستورية، وتفعيل دور الادارات العامة، ام ان الافراج عن ملف الانتخابات الرئاسية، مايزال في قبضة النظام الايراني، ويبقيه في عهدته للتفاوض بخصوصه مع الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقيق مكاسب ضمن اي صفقة مقايضة محتملة بالملف النووي، أو تحديد مناطق النفوذ الايراني في المنطقة؟

يبدو من مسار الاحداث والاتصالات الجارية صعوبة في مقاربة موضوع الاستحقاق الرئاسي، والمباشرة الفعلية في الخوض فيه، في ظل الاوضاع المتفاقمة والحرب الدائرة ضد قطاع غزّة، وتفاعل سيل التهديدات الإسرائيلية والأمريكية بردات فعل قوية على الاطراف الموالية لايران في المنطقة ومنها حزب الله، في حال زادت وتيرة المواجهات ضد إسرائيل عل جبهات اخرى، مايعني ضمنا صعوبة او حتى استحالة في إمكانية فتح هذا الملف من قبل الحزب في الوقت الحاضر، لان الاهتمام في كيفية مواجهة تطور الاوضاع، يتقدم على ماعداه من ملفات ومسائل أخرى.

لذلك، تبقى اثارة موضوع الملف الرئاسي في اللقاءات السياسية الجارية حاليا بين مختلف الاطراف وحزب الله، تحت عناوين كيفية مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، والتضامن مع الفلسطينين ضد إسرائيل في قطاع غزة، تحصيل حاصل، اما لاعادة تعويم بعض القوى التي خفت وهجها مؤخرا كالتيارالوطني الحر، بسبب سوء الممارسة السياسية، او لاعادة الانفتاح والتلاقي مع خصومها السياسيين، لفتح ملف الانتخابات الرئاسية معها، ولكن في كلا الحالتين، لايبدو الظرف مؤاتيا للخوض بجدية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الوقت الحاضر.