IMLebanon

العودة الى الهمّ الرئاسي

 

لم تأتِ العودة الى فتح الملف الرئاسي من العبَث، اذ هي نتيجة حتّمتها التطورات التي رافقت حرب غزة، توافقاً مع الآتي:

أولاً – لا يبدو في أفق هذه الحرب المتوحشة التي تشنها إسرائيل على الأهالي المدنيين الآمنين في القطاع، أي بوادر للحسم في المستقبل المنظور، ما يؤكّد على أن نهايتها ليست  مسألة أيام أو أسابيع معدودة. وفي هذا السياق يُجمع الخبراء الستراتيجيون في الكيان الصهيوني وفي أوروبا والولايات المتحدة كذلك، على أنها مسألة أشهر طويلة.

ثانياً (واستطراداً) – الأطراف اللبنانية التي كانت، وربما ما زالت، تراهن على نتائج حاسمة سريعة وتمنّي النفس بالاستفادة منها (أي أن تكون نتيجتها في مصلحة هذا الطرف أو ذاك) في تمرير مرشحه، باتت تدرك أن تحقيق هذه الأمنيات لم يعد في اليد…

ثالثاً – إن الموقف الفرنسي من الحرب، المتماهي مع العدو الإسرائيلي والذي يتجاوزه أحياناً كثيرة في العداء لإيران وحماس وسائر أطياف فريق الممانعة، وفي طليعتها حزب الله، يدفع بالحزب الى إعادة النظر في تقويم المبادرة الفرنسية، مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي تحدّث خلال لقائه السفّاح بنيامين نتانياهو وكأنه من عتاة الصهاينة (وهو أصلاً ربيب آل روتشيلد وأمضى ردحاً من عمره المهني موظفاً في مؤسساتهم). كذلك فإن صمته كان أخطر من الكلام وهو يصغي الى رئيس وزراء العدو يتوعّد اللبنانيين بالإبادة وبمسح لبنان عن الخريطة، ناهيك بأقواله العنصرية عن حزب الله، من دون أن يعترض (ماكرون) أو يعارض أو يستدرك ولو بكلمة واحدة، أقله كُرمى واحتراماً للعلاقات التاريخية بين فرنسا ولبنان. فكيف لحزب الله أن يكون وقصر الإليزيه في مقاربة واحدة؟!.

رابعاً – لقد ثبت للجميع، عشية مرور سنة على انتهاء عهد الجنرال ميشال عون، أن الفراغ الرئاسي كارثة موصوفة، فكم بالحري في ظرف المنطقة المتفجر من حولنا ونحن جزء من هذه الحرب الضارية، إضافة الى الانهيار الشامل في الداخل… ما يعني أننا سائرون بخطانا نحو قعر ما بعده من قعر، اذا لم نبادر الى انتظام السلطة كلها!

خامساً – ولكن الموجع في هذا المشهد أنهم (جميعهم) يشاهدون الصورة بالعين المجرّدة، ولكنهم لا يرتدعون وقد لا يرعوون… فهل يعودون الى الذات اللبنانية ويقدّمون المصلحة الوطنية العليا على الأنانيات والأحقاد والنكايات، أو انهم في همروجة رئاسية لن يطول الوقت قبل أن تنتهي مثل فقاقيع الهواء؟!.