IMLebanon

طبخة رئاسية “تحت الطاولة” والمتنافسان… أمنيّان حالي وسابق

 

 

الى قمة التحدي الاصعب سيتوجه القادة العرب، على امل ان يضعوا في اجتماعهم التاريخي السبت اللبنة الاولى لمشروع الشرق الاوسط الجديد من بوابة حرب غزة، وعشية كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي يصفها الكثيرون بالمفصلية، اذ ستحمل اجابات غير مباشرة عن الاسئلة والافكار التي طرحها هوكشتاين، عاد الغمز والهمس في الصالونات الضيقة وبين المقرات المعنية حول “طبخة” رئاسية يجري اعدادها تحت الطاولة.

 

فوسط الرؤية التي حجبها الدخان المتصاعد من معارك غزة، والتي زاد من ضياع بوصلتها، المواقف التي اطلقها مرشح محور الممانعة، خصوصا في ما خص رئاسة الجمهورية لجهة حديثه عن “الفيفتي فيفتي”، ما يعني عمليا التعادل السلبي، وارتباطا بذلك موقفه اللافت من التمديد لقائد الجيش، بعد اتصال الاخير به، اعيد خلط الاوراق الرئاسية، في ظل العودة المرتقبة للوسيط القطري، وبعد مغادرة الوسيط الاميركي.

 

ووفقا لمصادر متابعة، فان الموفد القطري يحمل معه اسما لموظف كبير في الدولة، تربطه بالدوحة علاقة ممتازة، سيحاول تسويق ترشيحه وتأمين اتفاق حوله بين الاطراف المعنية، حيث ان “بروفايله” وتاريخه ومسيرته، تريح فريق الرابع عشر من آذار، من جهة، ولا تخلق “نأذة” عند الثامن من آذار وحزب الله، من جهة ثانية، علما ان شخصية سياسية مخضرمة تشكل له مظلة دولية لا باس بها، رغم ان مسالة تعديل الدستور ستكون حاضرة بقوة، وتتطلب تأمين المخرج اللازم لها، لنزول الجميع عن الشجرة.

 

في المقابل، تتابع المصادر، فان فريق عين التينة ومن خلفه، يحضر لطرح اسم مضاد، بديل لبيك زغرتا، في حال قرر الاخير التنازل او التراجع، وهو شخصية امنية سابقة أدت دورا بارزا خلال المرحلة الانتقالية، ومع انهيار “النظام الامني السوري – اللبناني”، وتربطها علاقات جيدة جدا بحارة حريك، نتيجة التعاون الذي قام بينهما، فضلا عن علاقة ممتازة بالنظام السوري، على خلفية معارك نهر البارد ومواجهة الاصوليين، كما انه يحظى بغطاء “اوروبي” لا يستهان به.

 

وتشير المصادر الى ان كلام سيد بنشعي بالامس، دل الى امرين، الاول ان لا اتفاق حول اي من المواضيع مع صهر الرابية، رغم كل ما نسج من حكايات و”خبريات”، اذ بدا ان كلام بنشعي محاه كلام الاطلالة التلفزيونية، قبل ان يصيح الديك، والثاني، اقراره بان الحظوظ الرئاسية ومصير معركته مرتبطة بتسوية ما بعد “طوفان الاقصى”، رغم ان كلامه حمل في طياته مرونة اكثر من العادة لجهة الاصرار على الترشح، وهو ما فتح كوة في جدار المراوحة السميك.

 

واعتبرت المصادر ان ثمة حراكا اساسيا على صعيد ملف الرئاسة واتصالات شهدتها حاضرة الفاتيكان خلال وجود البطريرك الماروني فيها، مع سحب الفرنسيين لمبادرتهم مكرهين لا ابطالا، بعدما اقفلت ابواب الضاحية بوجه باريس على خلفية الموقف الفرنسي الحاد من الصراع في غزة، وما اعلنه الرئيس ماكرون من تل ابيب حول حزب الله وايران، وهو ما لم تهضمه الحارة.

 

وختمت المصادر بان الايام المقبلة قد تنجح في تحقيق خرق من خارج سياق الاحداث والتطورات، في حال تمكنت قطر من ادارة الملف والتفاوض بشانه، مستفيدة من “الضعضعة” في المنطقة، لتنفذ من الثغر والخروج برئيس منتخب قبيل السنة الجديدة، علما ان الموقف الاميركي الذي نقله اكتر من طرف، واضح لجهة الرغبة في الحفاظ على الاستقرار وتعزيزه، وهو ما ترجم ليونة تجاه حزب الله.