قضي الأمر وانتهت معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون سنة واحدة، بعد أشهر طويلة من النزاع حول التمديد خلصت الى تطيير جلسة مجلس الوزراء، وتلقف مجلس النواب كرة النار بعد تقاذفها بينه وبين حكومة تصريف الاعمال، وبين مناورات نجيب ميقاتي وحنكة نبيه بري أقر التمديد بتنسيق مبرمج ومعد سلفا بين القوى السياسية، وبضغط مسيحي تلاقى مع العاملين السني والدرزي، وبدعم وتناغم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال الذي لم يرغب ان يضع نفسه بمواجهة معارضي التمديد، ، وموقف وسطي لحزب الله الذي لم يعلن وقوفه ضد التمديد أصلا، ولم يصدر عنه منذ السابع من تشرين مواقف من الملفات السياسية الساخنة، لكنه آثر في النهاية ركوب موجة الخوف من المخاطر الأمنية وحماية المؤسسة العسكرية، فيما كان موقف المعارضة متأرجحا وارتأى اركانها التصويت لحماية الأمن القومي.
وبالحصيلة، فان عوامل كثيرة ساهمت في نتيجة التمديد أيضا كالضغط الدولي والتحذيرات من المس بقيادة المؤسسة العسكرية، ورغبة بكركي التي خاضت معركة التمديد، وتمنت بعد حصوله ان ينسحب على ملف إنتخاب رئيس للجمهورية، وكما حصل مع النواب بعدم إفراغ قيادة الجيش يفترض المبادرة في الملف الرئاسي.
ومع إتمام التمديد وتجاوز قطوع الفراغ العسكري ، تعود الأنظار الى الاستحقاق الرئاسي، اذ يتوقع ان يتم توظيف الزخم السياسي في المجلس في الاستحقاق الرئاسي لإنتاج رئيس جمهورية، من منطلق ان ممارسة الضغوط والاصرار يمكن ان تفتح جدارا في الاستحقاق المعطل، وثمة من يربط بين التمديد لقائد الجيش والملف الرئاسي، فالخلاف السياسي حول قيادة الجيش كانت بين مَن يسعى لعدم التمديد لقطع الطريق أمام وصول العماد جوزف عون الى قصر بعبدا، ومَن كان يريد ابقائه في اليرزة لضمان انتقاله لاحقا الى بعبدا.
وعليه، ثمة قوى تعتبر ان ما حصل بجلسة يوم الجمعة هو “بروفا” رئاسية تصب لمصلحة قائد الجيش، فيما يرى آخرون ان حظوظ العماد عون لم تعد نفسها بعد التمديد، حيث تضاءلت وصار اسمه مرادفا في اللائحة التي تضم جهاد أزعور وسليمان فرنجية. وبين الرأيين ثمة مَن يعتقد ان تأمين فريق ٨ آذار الحضور في جلسة الجمعة، لا تعني تخليها عن المرشح سليمان فرنجية والقبول بقائد الجيش مرشحا رئاسيا ، بالعكس فإن التمديد قد يعطي حافزا لقوى ٨ آذار لعدم تكرار التمديد رئاسيا، وبالتالي فمن المتوقع بقاء كل الأطراف على مواقفها الرئاسية، وذهاب ٨ آذار الى التشدد أكثر ، ولمّ الشمل حول ترشيح سليمان فرنجية.