IMLebanon

هل تقطع طرابلس رحلة “العماد” الى بعبدا؟ 

 

رغم ان معركة التمديد لقائد الجيش قد انتهت قانونيا ودستوريا الى ما انتهت اليه من نتائج، باتت بحكم الامر الواقع، رغم كل ما سيق من اتهامات وبث من معلومات، الا ان ثمة مَن يرى ان الاندفاعة التي نجح العماد جوزاف عون بالعودة من خلالها الى اليرزة لا بد من وقفها، لمنع تلك الموجة من حمله الى بعبدا، حيث تؤكد كل المؤشرات حتى اللحظة، في حال استمرار الستاتيكو الراهن، الى انه سيكون رئيسا للجمهورية في اي جلسة نيابية تعقد راهنا، يكون التنافس فيها محصورا بينه وبين سليمان فرنجية، بعدما نجح في خرق الاصطفافات  الطائفية التاريخية، وفك عقد استعصت لسنوات على الحل.

 

من هنا، تبدي مصادر سياسية مواكبة مخاوفها من الاحداث التي عادت تطل برأسها  من طرابلس، مع حرق شجرتي عيد الميلاد، رغم ان التحقيقات المستمرة لم توصل حتى الساعة الى خيوط  ترتبط “بفكر ارهابي”، الا ان ذلك لا يعني ان الفرضية ساقطة، مذكرة بان العملية التي نفذها منذ سنوات “الباسط” ليلة عيد الاضحى، وادت الى استشهاد عدد من العسكريين من جيش وقوى امن، والتي اعطيت صبغة “شخصية- انسانية” بداية، اوصلت بعد فترة الى خلية كفتون وما قبلها وما بعدها، من مشروع ارهابي تم احباطه في لحظاته الاخيرة، وبعناية الهية.

 

وتابعت المصادر ان اكثر ما يبعث على الخوف هو امران اساسيان مرتبطان بالمرحلة الراهنة،هما:

 

– اولا: ثمة مَن يعتقد ان احد ابرز انجازات التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، كان نجاحه في تحقيق خرق كبير في الساحة السنية، ردم الهوة التي قامت لسنوات بين المؤسسة العسكرية والقاعدة الشعبية السنية، وما سيق ضد الجيش من اتهامات منذ حرب نهر البارد وما تبعها، حيث شكل هذا الخرق احد الاعمدة الداخلية الثلاثة التي ارتكز اليها التمديد ببعده الشعبي والدستوري-القانوني.

 

انطلاقا من هنا، ولان ثمة من يرى ان “انتصار العماد” في معركته للبقاء في اليرزة يفتح الباب امامه للنزول الى بعبدا، في حال ضمن الحفاظ على الكتل السياسية الثلاث : السنية المسيحية والدرزية، التي خاضت حرب بقائه في القيادة، فان هدف المعارضين في اضعافه على الساحة السنية يكون عبر اشعال الساحة الطرابلسية.

 

– ثانيا: ان التطورات الجنوبية وفتح منطقة الحدود  بعد عملية طوفان الاقصى، ومنح حركة حماس هامش حركة لا بأس به ، بغض طرف من حارة حريك، سمح لبعض المجموعات السنية المسلحة للتحرك، مستفيدة من عطف الشارع السني تجاه القضية الفلسطينية، حيث برز تحرك لخلايا وعناصر عرفت بفكرها المتطرف ومصنفة خطر، اذ ان غالبيتها قاتلت الجيش، ومن هؤلاء المجموعة التي قتلت في غارة “اسرائيلية” في الجنوب اثناء تواجهها لتنفيذ عمل امني عند الحدود، برفقة خبراء اتراك قاتلوا الى جانب المجموعات المسلحة في سوريا، وباتوا متواجدين في لبنان.

 

عليه اشارت المصادر الى ان ثمة مَن يسعى الى اعادة تفجير الساحة الشمالية، مصيبا بذلك اكثر من عصفور بحجر واحد، علما ان بيئة تلك المنطقة مهيأة اجتماعيا ومعيشيا لتشكيل بيئة حاضنة، ما سيؤثر على خزان الجيش البشري.

 

وختمت المصادر بالاشارة الى انه يبدو، وفقا لديبلوماسي غربي كبير في بيروت، ان اللاعبين السياسيين لم يتعلموا بعد من دروس الاشهر الاخيرة وربطهم معاركهم ضد قائد الجيش، بالمؤسسة اولا، وبالاستقرار ثانيا، غير آبهين لمخاطر تلك اللعبة التي قد تقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، في ظل الاوضاع الاقليمية والدولية المتأزمة وخلط الاوراق، حيث يعتبر لبنان رغم المظلة الدولية التي يحظى بها، الورقة الاضعف.