Site icon IMLebanon

هل عُلّق الملف الرئاسي على حبل الحرب على غزة بانتظار إنضاج طبخة التسوية؟

 

 

بري بصدد القيام بمروحة اتصالات قبل القيام بأي خطوة في اتجاه إنجاز الاستحقاق

 

هل تفتح الأبواب السياسية المقفلة منذ عدة أشهر، وتبدأ مرحلة جديدة من التواصل والحوارات تحت أي مسمى مع بداية العام الجديد، في سبيل التوافق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ومنه الى الشروع في إعادة ضخ الحياة لانتظام عمل المؤسسات، أم اننا سنكون أمام مرحلة جديدة من المراوحة وتستمر حالة «الستاتيكو» المهيمنة على كل الملفات؟

من البديهي القول ان عملية انتخاب رئيس لن تبقى متوقفة الى ما شاء الله، حيث أن كل الأطراف السياسية باتت على قناعة بضرورة طي هذا الملف في ضوء المخاطر التي تلفّ المنطقة وفي قلبها لبنان، وأن هناك من بدا يبدي استعدادا في تليين موقفه في سبيل تحقيق هذا الأمر، من دون أن يعطي إشارات واضحة عن السلوك الذي سينتهجه في أية عملية تواصل تحصل لهذه الغاية.

 

وبناء على ذلك فانه من المتوقع أن نشهد مع قابل الأيام إعادة تموضعات سياسية وخلط أوراق بما يتناسب والظروف المحلية والاقليمية والدولية، من دون أن يعني ذلك اننا سنكون في القريب العاجل أمام مشهد انتخاب رئيس جديد في المجلس النيابي، وان هذا الأمر يتوقف على مدى التجاوب الداخلي مع المبادرات والطروحات الخارجية، حيث يستعد كل من الموفدين القطري جاسم بن فهد آل ثاني، والفرنسي جان إيف لودريان للعودة الى بيروت هذا الشهر لاستكمال المهمة المكلّفين بها وهي السعي لإيجاد الأرضية الملائمة لانتخاب رئيس للجمهورية.

وإذا كانت المعلومات المتوافرة لا تفيد بان الموفدين سيحملان أفكاراً جديدة، وانهما بصدد استكمال ما كانا بحثاه في زيارتهما الأخيرة مع المسؤولين اللبنانيين، فان مصادر سياسية مواكبة ترى إمكانية أن نشهد تراجعا في المواقف في الداخل اللبناني تماشيا مع متطلبات المرحلة، ولا سيما ان منسوب الخوف من اتساع رقعة المواجهة على الحدود في الجنوب بدأ يرتفع، وهذا في حال حصوله سيعيد الاستحقاق الرئاسي وغيره من الملفات الى رف الانتظار، وهو ما لا ترغب به الدول التي تعتبر نفسها معنية بالوضع اللبناني وتعمل على تفاديه.

 

وفي اعتقاد المصادر ان الدول المنضوية من خلال ممثلين لها في «اللجنة الخماسية» ستحاول تسويق مقترحات متفق عليها من خلال الموفدين الى بيروت، ومنها ما بات معروفا وهو طرح أسماء من خارج رزمة الأسماء التي تم التداول بها على مدى عام ونيّف، كون انها جمعيها اصطدمت بحائط مسدود من قبل هذا الفريق أو ذاك، وانه بات لا بد من التفتيش عن مخارج أخرى تضع حدّا للشغور الرئاسي المستوطن في قصر بعبدا.

غير ان أوساط سياسية تعكس صورة مختلفة ، وهي ترى ان المشهد السياسي لم يتغيّر وان كل فريق سياسي من خلال خطابه اليومي يؤكد انه ما زال على تصلّبه في موقفه من مسألة الانتخابات الرئاسية، وان مهمة الموفدين لن تكون سهلة، ما لم يسبق وصولهما حوار داخلي ينجح في تقريب المسافات المتباعدة، وهذا ما قد يقوم به مجددا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان ألمح الى انه سيقوم مع بداية العام الجديد بخطوة ما من شأنها أن تحرك الملف الرئاسي، وان هذه الخطوة التي لم يفصح رئيس المجلس عن شكلها حكما ستكون مغايرة عن المحاولات السابقة التي رفضها البعض وهو ما أدّى الى استمرار الشغور الرئاسي الى يومنا هذا.

وتعرب الأوساط السياسية عن اعتقادها بان الرئيس بري سيجري مروحة من الاتصالات بعيداً عن الأنظار لهذه الغاية، فإذا وجد تتطور في المواقف في الاتجاه الذي يرغب بالوصول إليه سيعلن عن خطوته، وفي حال رأى ان المواقف ما تزال على حالها سيغض النظر ولن يقوم بأي دور يأتي بالنتيجة ذاتها، والتي حالت الى الآن دون انتخاب رئيس.

ولا تسقط الأوساط من حساباتها أن يكون الملف اللبناني قد علّق على حبل الحرب على غزة، وان الوضع اللبناني باتت معالجته من ضمن تسوية تحاك لملفات المنطقة برمّتها، وهذا يعني اننا سنكون أمام مرحلة جديدة من الانتظار الثقيل مصحوبا مع تداعيات سلبية في أكثر من اتجاه.