Site icon IMLebanon

الرياشي وأبو فاعور في الرياض: مشاورات تواكب التطورات الرئاسية

 

حرّك نشاط سفراء لجنة الدول الخمس التي تتابع الشأن اللبناني، الملف الرئاسي. وإذا كان تحرّكهم لا يستند الى معطى جدّي أو أي إسم رئاسي متقدّم، إلا أنّ مجرّد الحركة يمنح الإستحقاق الرئاسي دفعاً يُخرجه من دائرة النسيان. اجتمع السفراء الخمسة برئيس مجلس النواب نبيه برّي وكان اللقاء إيجابياً، ولكن من دون ترجمة عملية على الأرض، وكثُرت التحليلات عمّا دار في أروقة عين التينة وسط إعلان بري مراراً التمسّك بمرشحه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.

 

وأتى خبر زيارة كل من النائبَين ملحم الرياشي ووائل أبو فاعور الرياض موفدَين من رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط، ليطرح المزيد من الأسئلة عن توقيت هذه الزيارة، ولماذا تحصل بعد لقاء السفراء ببرّي وإعادة الملف الرئاسي إلى دائرة الأضواء؟ ولماذا اقتصر التشاور السعودي على «القوات» والحزب الإشتراكي ولم يشمل بقية أطياف المعارضة أو القوى الصديقة للمملكة العربية السعودية؟

 

وفي السياق، يؤكّد مطّلعون على الزيارة أنها لا تحمل أي أمر إستثنائي، وكانت زيارات أبو فاعور والرياشي للمملكة دورية، فعلاقة «القوات» بالمملكة ثابتة، وكذلك الإشتراكي على رغم مواقف جنبلاط المتقلّبة، إذ لا تتعامل الرياض مع جنبلاط على «التصريح»، بل بشكل إستراتيجي منذ ثورة 14 آذار. وإذا لم تعلن الرياض رسمياً مرشّحها على رغم بوحِها أمام عدد من النواب السنّة بتفضيلها وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون، فستُشكّل زيارة أبو فاعور والرياشي مناسبةً لإستعراض الوضع الرئاسي مثلما تفعل اللجنة الخماسية في لبنان، وتريد الرياض إيصال موقفها بشكل مباشر في شأن الملف اللبناني، ولاسيما الملف الرئاسي. ولا تختلف أجواء العاصمة السعودية عن الأجواء التي ينقلها السفير السعودي إلى القادة اللبنانيين، إذ تتمسك الرياض برئيس سيادي وإصلاحي، وإذا أقدم المجلس على إنتخاب رئيس خارج هذه المواصفات فهي لن تمانع، ولكن لا مساعدات. منذ 6 أشهر تقريباً زار الرياشي وأبو فاعور الرياض، حينها كان الملف الرئاسي منسيّاً، لكن الرياض استمرت بهذه العادة التشاورية المشتركة. واليوم بعد الإيحاء بتحرّك رئاسي، من المتوقّع أن يلتقيا المسؤول عن الملف اللبناني نزار العلولا للتشاور، إضافة إلى مسؤولين آخرين. ويواصل البخاري اللقاءات مع بقية المسؤولين اللبنانيين، ومن هنا، اقتصر اللقاء في الرياض على «القوات» والإشتراكي، خصوصاً في ظل غياب قيادة موحّدة للمعارضة وعدم فتح الرياض أبوابها لزيارة نواب المعارضة. تريد الرياض الإطمئنان إلى الموقف الإستراتيجي للحزب الإشتراكي، خصوصاً بعد العشاء الذي جمع جنبلاط ونجله تيمور بفرنجية في كليمنصو، وسيُشكّل اللقاء مع العلولا مناسبة إشتراكية للتأكيد على الثوابت.

 

وتبدو «القوات» أكثر راحةً وانسجاماً مع موقفها، فبالنسبة إلى الرئاسة، كانت مطمئنة إلى موقف الرياض منذ البداية وعدم قبولها مبدأ المقايضة الفرنسية بين رئيس من 8 آذار هو فرنجية مقابل رئيس حكومة قريب من 14 آذار، وهي على موقفها الرافض انتخاب فرنجية أو أي مرشّح قريب من «حزب الله»، ولا تمانع بالذهاب إلى الخيار الثالث، وهي تفضّل إنتخاب العماد جوزاف عون من ضمن لائحة أسماء الخيار الثالث.

 

عادت السعودية إلى الخط الرئاسي واللبناني عبر اللجنة الخُماسية أو عبر نشاط سفيرها في لبنان، وإذا كانت مطمئنّة لموقف «القوات» والحلفاء المسيحيين، ولن تواجه مشكلة إستراتيجية مع الحزب الإشتراكي الذي يعلن عدم رغبته في مخالفة الإرادة السعودية والعربية، فقد قطعت الرياض عبر البخاري شوطاً كبيراً في إعادة إحتضان الساحة السنّية على رغم محاولة «حزب الله» خرقها، فالتنسيق مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان قائم، وهناك نحو 20 نائباً سنّياً من 27 نائباً لن يسيروا بأي تسوية بلا ضوء أخضر سعودي، وبالتالي عادت الرياض لتدخل الساحة اللبنانية من بوابة القوة السياسية والرئاسية.