مُحاولات فاشلة للتواصل بين التيار و”القوات”… وحركة “الإعتدال” بلا بركة
هل توحد التعقيدات في الملف الرئاسي، واصرار “الثنائي الشيعي” مع فريق من اللبنانيين على سليمان فرنجية، القيادات الاساسية المسيحية كسمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل على مرشح معين؟ ام يستمرون بالتعامل على القطعة؟ رغم التوترات الساكنة عقولهم وقلوبهم، من ان تفضي الاحداث في الجنوب الى ترتيبات اميركية – ايرانية تشمل الملف الرئاسي، ووصول سليمان فرنجية الى بعبدا، وتكون ايران شريكا في التسوية الرئاسية، الى جانب واشنطن والسعودية برضى دمشق، الداعمة الاولى لفرنجية مهما حاول جبران باسيل التسريب بانها لم تقل كلمتها بعد. وما رفع من مستوى التوترات والقلق لدى القيادات المسيحية اصرار واشنطن على تحييد ايران وعدم تحميلها مسؤولية ما يجري في غزة، ورفض الدولتين توسيع الحرب، واستمرار التواصل بينهما رغم الاحداث الجسام .
ويؤكد مرجع سياسي، ان ايران رغم حرب غزة والمشاركة الاميركية بعمليات الابادة، قد تكون مع عودة الديموقراطيين الى الحكم في اميركا وتسهيل هذا المسار، وعرقلة عودة ترامب التي عانت الامرين من وجوده، حيث فرض عليها حصارا خانقا وعقوبات يومية، فيما التطبيع يسود العلاقة بين ايران والحكم الحالي في اميركا، وبين السيىء والاسوأ تختار ايران حسبب مصالحها .
وحسب المرجع الساسي، فان القيادات المسيحية تدرك ان مفاتيح بعبدا في ايدي واشنطن وايران، وليس عبر مبادرة كتلة “الاعتدال الوطني” او اتفاقات داخلية مهما بلغ حجمها، فاللاعبان الاساسيان في كل الملفات اللبنانية هما واشنطن وايران، والمصالح بينهما قد تفضي الى توافق، وتحديدا على ترتيبات جنوبية بعد وقف النار في غزة، قد تشمل الرئاسة وحسمها بساعات كما حصل في التسعينات، ثم الدوحة، وصولا الى انتخاب ميشال عون .
فالقيادات المسيحية، يقول المرجع السياسي، يعيشون هذه الاجواء، ويعبرون عن هذا القلق من خلال مواقفهم، وتحديدا جبران باسيل ورسائله اليومية الى حارة حريك، الملتزمة الصمت بشأن العلاقة مع التيار الوطني الحر، ولن تدخل في اي سجال معه او غيره، لكن المرجع السياسي يؤكد ان الخلاف محصور اولا واخيرا بموضوع رئاسة الجمهورية وليس على اي ملف آخر، مهما حاول جبران باسيل اختراع عناوين للتباينات، من وحدة الساحات الى الحكومة وحضور جلسات مجلس الوزراء وصولا الى الموازنات .
ويؤكد المرجع انه طالما حزب الله والثنائي الشيعي مع سليمان فرنجية، فان طريق حارة حريك – الرابية ستبقى مليئة بالحفر والمطبات والالغام، فجبران باسيل الذي يدرك ان طريق بعبدا مستحيلة امامه، سيبقى يوجه الرسائل المتوترة يمينا ويسارا . وهذا هو حال سمير جعجع، يوما مع الحوار ويوما آخر ضده، وساعة مع الجلسات المتتالية وساعة اخرى ضدها، بالاضافة الى عدد من الطروحات والاتجاهات . وطالما بقي الملف الرئاسي على حاله، ستبقى الحملات على حزب الله، وتحديدا من القيادات المسيحية، لاعتقادهم ان الحزب يملك مفاتيح بعبدا .
ويكشف المرجع السياسي عن محاولات عديدة لفتح خيوط التواصل بين التيار و”القوات” عبر النواب والاصدقاء المشتركين لتوحيد الرؤى والمواجهة، لكنها فشلت نتيجة عدم الثقة والجدار السميك بينهما، ولذلك فان الانتخابات الرئاسية تنتظر انتهاء حرب غزة وشكل التسوية، وطالما واشنطن ملتزمة الصمت، فان عمل اللجنة الخماسية” مكانك راوح” وللصورة فقط دون اي نتيجة، لان فرنسا والرياض وقطر والقاهرة ليست الا “كومبارس” عند اللاعب الاميركي الاول، فمَن يبني سفارة في عوكر بحجم المبنى الحالي، لن يترك الرئاسة لاي لاعب آخر عندما تحين الساعة .
وحسب المرجع السياسي، طالما الحرب مفتوحة فالكلمة للميدان، وكل الاحاديث والملفات الاخرى ستبقى دون صدى “و كلاما في الهواء” حتى وضوح الصورة الكبرى، التي ستقلب مسار الاحداث كليا في الشرق الاوسط وليس في لبنان فقط، فمن يصمد في المعركة سيحصد النتائج، ومن يصرخ اولا سيدفع الثمن !!