IMLebanon

رئاسة لبنان تُطبخ على نار غزة

 

 

يبدو طموحا جدا كل من يعول على خرق في الملف الرئاسي اللبناني قبل اتضاح مصير غزة ومعه النتيجة النهائية للحرب المحتدمة في المنطقة والاهم شكل ميزان القوى وحالته النهائية. صحيح ان الحراك الدولي القائم عبر اللجنة الخماسية كما الداخلي المستجد من خلال مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” قد يوحيان للمراقب من بعيد ان الطبخة الرئاسية قد وضعت على نار حامية خاصة اذا أخذ بالتصريحات المحلية القائلة بامكانية فصل مسار الرئاسة اللبنانية عن مسار الحرب في غزة، وهو ما يبدو عمليا شبه مستحيل.

 

وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان “نتائج حرب غزة وحرب المنطقة باعتبار ان اكثر من جبهة باتت اليوم مشتعلة وأبرزها اللبنانية، هي التي ستحدد مصير الاستحقاق الرئاسي وهوية الرئيس” لافتة في حديث لـ “الديار” الى ان “من يعتقد ان “الثنائي الشيعي” بوارد التراجع ولو خطوة صغيرة الى الوراء في هذه المرحلة مخطىء جدا.. وهو اليوم متمسك اكثر من اي وقت مضى بمرشحه ويعتبر التخلي عنه لصالح مرشح ثالث انما هو اقرار بهزيمة لن يقبل بها تحت اي ظرف وخاصة في ظل الفاتورة الكبيرة التي يدفعها حزب الله جنوبا”. وتضيف المصادر: “يعتقد بعض الداخل كما الخارج انه يستطيع ان يأخذ رئاسيا من الحزب بالوقت الضائع وبالتحديد في هذه المرحلة ما لن يتمكن من اخذه بعد انتهاء الحرب، سواء عبر طروحات اللجنة الخماسية او مؤخرا عبر طروحات داخلية آخرها مبادرة “الاعتدال”، لكن الاجوبة كانت وستبقى حاسمة لجهة التمسك بفرنجية مع اقتناعه ان القوى الاخرى غير قادرة حتى ولو احيت “تقاطعها” على الوزير السابق جهاد أزعور او تقاطعت على اسم جديد غير قادرة على انتخاب رئيس بمعزل عن رضى “الثنائي الشيعي” باعتباره لن يحظى بأي صوت شيعي ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مسألة “ميثاقية” الرئيس”.

 

وصحيح ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان قد اعلن بوضوح مؤخرا ان “سلاح المقاومة ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان”، الا ان الحزب ابلغ اكثر من مصدر في الاشهر الماضية ان “الحكي بالرئاسة هلق مش وقتو وان الاولوية للعمل العسكري الميداني في الجنوب”. ولا شك انه ليس من مصلحة الحزب الخروج ليقول ذلك صراحة او حتى عدم التجاوب مع المبادرات التي تسوق سواء داخليا او خارجيا، لذلك فان موقفه امام وفد “الاعتدال الوطني” الذي سيلتقيه الاثنين سيكون مماثلا لموقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري اي انه يسير بالمبادرة بشرط الا تلحظ في اي من مراحلها التراجع عن مرشحه.

 

وليس خافيا ان “الثنائي الشيعي” يدقق بخلفيات تحرك نواب “الاعتدال” في هذا التوقيت وما اذا كان قد تم بايعاز خارجي وبالتحديد سعودي، مع استبعاد اي سيناريو انقلابي عليه في الداخل اللبناني في ظل التقارب السعودي- الايراني المتواصل.

 

واذا ما بنينا على هذه المعطيات، يمكن ان يتضح ان طريق المرشح الثالث الذي تدفع لتبنيه قوى المعارضة كما “التيار الوطني الحر” غير سالكة في هذه المرحلة وان انتخاب رئيس يواكب التسويات التي تصاغ للمنطقة وضمنا لبنان، تصور طموح لا اساسات له، من منطلق ان الرئاسة ستكون جزءا من هذه التسوية التي قد لا تتضح معالمها هذا العام.. ما يعني اننا على موعد مع المزيد من الجمود والازمات والترقيع، عسى الا نكون ايضا على موعد مع تطورات عسكرية دراماتيكية تقلب المشهد الحالي رأسا على عقب.