IMLebanon

«بروفيل» بكركي الرئاسي لا يتناسب وترشيح فرنجية وباسيل

 

تقدّم في علاقة «المردة» و«التيار».. تخلي باسيل عن كرسي الرئاسة له حساباته

 

التعثر الذي أصاب المفاوضات الحكومية وانعكس فشلا في التأليف، لا يبدو أنه ينسحب على الإستحقاق الرئاسي الذي يتقدم على المشهد السياسي، وسط تراجع الحماسة لتأليف الحكومة. ويمكن التوقف في عطلة الأعياد عند مؤشرين اثنين ينبئان بالدخول في مرحلة الجد والعد العكسي للانتخابات الرئاسية: الاول تمثل في الموقف الصادر عن البطريرك الماروني بشاره الراعي، والثاني لقاء اللقلوق بين عضو «التكتل الوطني المستقل» فريد هيكل الخازن والنائب جبران باسيل. فكلام الراعي استوقف كثيرين بتحديده المعايير لمرشح الجمهورية المقبل «بأن يكون رجل دولة حيادي من خارج الاصطفافات والمحاور والأحزاب»، الأمر الذي جرى تفسيره بأنه موجه الى قيادات الصف الأول لدى المسيحيين، او بتعبير آخر قطع الطريق على المرشحين المحتملين فرنجية وباسيل.

 

ومع لقاء اللقلوق، قفز الاستحقاق الرئاسي الى الواجهة، كون الضيف والمضيف من الموارنة وهما على تماس مع الملف، فالخازن مقرب جدا من رئيس «تيار المردة» ومن «حراس» بكركي، فيما باسيل هو رئيس تكتل مسيحي كبير ومن الطموحين الى كرسي بعبدا، كما ان توقيت اللقاء يأتي مع انطلاق الماراتون الرئاسي قبل شهرين، الأمر الذي يستلزم القيام باتصالات وتبادل رسائل وعروض رئاسية، كما ان أهمية اللقاء تكمن في كونه أقفل الباب على صفحة سيئة في العلاقة بين «المردة» و»التيار الوطني الحر» امتدت من الانتخابات الرئاسية الماضية الى اليوم، وخاض فيها الخازن مواجهات مع التيار والعهد متهما رئيس الجمهورية بمصادرة 35 مليون دولار ومتوجها للرئيس بالقول «صهرك حرامي».

 

من هنا، يقول المتابعون ان اللقاء شكل محطة هامة ، كونه طوى الخلاف الكبير بين «المردة» و»الوطني الحر»، منطلقا الى استحقاق تشرين الأول المقبل، مع ان العلاقة مستقرة منذ الانتخابات النيابية مع التحول الأول في العلاقة الذي بدأ بفطور الضاحية، وأعقبه رسالة إيجابية من باسيل الى بنشعي في المهرجان الإنتخابي للتيار بوصفه فرنجية «الأصيل»، وتصويت تكتل «المردة» لنائب رئيس المجلس الياس بو صعب.

 

ومع ان ظاهر الأمور يوحي ان كل شيء يسير بشكل جيد بين «المردة» و»التيار»، إلا ان ذلك لا يعني ان الملف الرئاسي حسم لفرنجية، فثمة شكوك كثيرة تحوم حول إمكانية موافقة باسيل «الطامح دائما الى الرئاسة»، على منح فرنجية الرئاسة الأولى مجانا، وسط تساؤلات عن مكسب التيار من تبني هذا الترشيح، وهو الذي كان يحاصر «المردة» في الحكومات مانعا حصولهم على وزارات سيادية وخدماتية.

 

وفق مصدر سياسي، فان تخلي باسيل عن كرسي الرئاسة، على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة عليه، أمر معقد جدا، كما ان لقاء اللقلوق لا يعني التسليم ان التيار سيخوض معركة فرنجية، لأن باسيل يعتبر نفسه رئيس أكبر تكتل مسيحي، فيما «المردة» لم تفز إلا بنائب واحد في انتخابات أيار الماضي، وبالتالي فان الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، والأرجح ان العلاقة سوف تشهد في هذه المرجلة استمرار الهدوء ومزيد من التقارب بين الطرفين.