Site icon IMLebanon

لاستغلال اللحظة الحاسمة

 

في تقدير ديبلوماسي أوروبي غربي أن «اللحظة الحاسمة» لانتخابات رئيس للجمهورية في لبنان هي الأسابيع التي تمتد من اليوم الى أواخر شهر أيار المقبل، ويحذّر من أن تهدرها القيادات اللبنانية المعروفة، مع الأسف، «بقصر النظر بسبب تقديم المصالح الخاصة والذاتية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا» (بحسب قوله). ويضيف: يؤلمني أن أرى الى لبنان فأبحث عن نمط مختلف من رجال الدولة فلا أجده إلّا نادراً .

 

ويمضي قائلاً: وبغياب هذا النمط لم أعد أجد لبنان الذي عشت فيه طويلاً وعرفته كثيراً وأحببته حتى العشق.

 

ويسأل: ماذا حل بكم يا أيها اللبنانيون؟ ومن أين جاءتكم هذه «البراعة» في الإساءة الى وطنكم؟ بهذا القدر؟ وكيف سمحتم لتأليه الأبالسة، وتقديس الشياطين، و(…لن أسجّل الباقي من أسئلة هذا الديبلوماسي الذي أعرف أنه ينطق عن وجدٍ لامحدود لوطننا).

 

واستطرد يقول: أكرّر أن أمامكم نحو بضعة أسابيع، على الأكثر، لتنتخبوا رئيساً للجمهورية، هذا إذا أردتم فعلاً أن تستعيدوا شيئاً، ولو محدوداً، من ذلك اللبنان الذي كان. وفي معلوماتي أن ثمة قراراً أكيداً، من الدول الفاعلة، بتسهيل مهمة المجلس النيابي، وعلى الأقل فليس من دولة ذات شأن عالمي، من روسيا الى الولايات المتحدة مروراً بأوروبا الغربية، ستعرقل رغبة مجلسكم النيابي في انتخاب الرئيس بينما هناك دول فاعلة كبرى مستعدة لتقديم المساعدة… ولكن يجب أن تعلموا أن أحداً لن ينتخب لكم رئيساً بالنيابة عنكم.

 

ويختم الديبلوماسي الأوروبي الغربي كلامه الصادق بالقول: يجب أن تدرك القيادات عندكم في لبنان الحقائق الآتية:

 

أولاً – إن لبنان سيتفكّك حكماً إذا بقي الفراغ الرئاسي. وإن الأمن سيكون مضطرباً، وأسمح لنفسي أن أقول: بل أكثر من مضطرب!

 

ثانياً – إن مسألة النزوح السوري لا يمكن حلّها من دون رئيس للجمهورية يكون مقبولاً من المجتمع الدولي عموماً والمجتمع الأوروبي والغربي تحديداً.

 

ثالثاً – يخطئ من يلجأ الى الرهان على قرب انتهاء حرب غزة قريباً، علماً أن هذه ستتناسل حروباً بعضها معروف وبعضها غير معروف، وكلّها لن تكون في مصلحة لبنان. فليت المسؤولين اللبنانيين، من سلطات وقياديين، يأخذون هذه المسألة في عين الاعتبار… صحيح أن الوقت يضيق، لكنه لم يفت بعد. فهل يفعلون؟