في الوقت الذي وافق المجلسان الحربي والوزاري المصغر للشؤون الأمنية في “إسرائيل”، على توسيع العملية العسكرية “الإسرائيلية” في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، واستمرار جهود التوصل الى صفقة لتبادل الأسرى والرهائن، لا يزال الوضع في لبنان ضبابياً بانتظار وقف إطلاق النار في غزة، ومراقبة إذا كان هذا الأمر سينطبق على الجبهة الجنوبية أم لا.
في السياق نفسه، لا يزال لبنان يعيش حالة من الجمود الرئاسي، يخرقها بعض التحركات الرئاسية التي تجري في دول خارجية، أبرزها انتظار اللقاء بين المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين والمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، حيث تُشير مصادر مطلعة الى أن اللقاء سيشهد بحثاً في الملفين الأساسيين، أي ملف الرئاسة وملف الحرب على الحدود الجنوبية.
وتُشير بعض الأوساط السياسية الى ان الفرنسيين يفكرون بتجميد مساعيهم بما يتعلق بالحرب في الجنوب بعد الرد اللبناني على الورقة الفرنسية، ولكن بحسب المصادر فإن هذا الأمر ليس دقيقاً، حيث لم يتبلغ المسؤولون في لبنان هذا الأمر بعد، وهم ينتظرون إذا كان سيكون هناك رد فرنسي على الرد اللبناني، إنما الأهم هنا بالنسبة للبنانيين هي المساعي الأميركية التي يرون أنها الأقدر على تحقيق النتائج المرجوة.
وتكشف المصادر أن المبعوث الأميركي لا يزال على تفاؤله بأن تنعكس أي هدنة في غزة على الواقع اللبناني، متحدثاً عن تقدم في عملية الحل على الجبهة الجنوبية، كاشفة أن بحث الملف الرئاسي لا يقتصر على فرنسا وأميركا فقط، بل سيكون هناك تحركات قطرية تصب في الإتجاه نفسه، حيث وُجهت دعوات قطرية الى مسؤولين لبنانيين لزيارتها من أجل البحث في هذين الملفين الأساسيين.
تسعى قطر، والتي سيكون لها دور أكيد في المستقبل اللبناني، على كل الصعد السياسية والاقتصادية، بحسب المصادر، الى تليين مواقف بعض المواقف في لبنان حول ضرورة التشاور والحوار واللقاء من اجل الرئاسة، وهذا يندرج أيضاً في سياق النصيحة التي وجهها هوكشتاين الى كل من التقاهم، بأن المطلوب تشاور وحوار لبناني – لبناني بالدرجة الأولى من أجل إنهاء الفراغ الرئاسي، مشدداً على أن الخارج لن يطلب من اللبنانيين انتخاب هذا الإسم او ذاك، فهذه مسؤولية لبنانية.
بالمقابل، ترى المصادر أن كل هذه التحركات الرئاسية تندرج في إطار تعبئة الوقت الضائع قبل الوصول الى زمن التسويات، التي لا بد لها أن تنطلق من وقف حرب غزة، مشيرة الى أن أحد نواب كتلة “الاعتدال الوطني” قال منذ أيام في إحدى الجلسات، أن مبادرة الكتلة ستبقى صالحة للتنفيذ وربما تشكل طريق الحل، ولكن في الوقت المناسب الذي لم يأت بعد، مشدداً على ان المبادرة لن تسقط، إنما باتت مربوطة كما كل الملفات في المنطقة بالوضع الحربي القائم اليوم.
وتتوقع المصادر أن تؤدي كل هذه اللقاءات لرسم خارطة طريق قد تؤدي الى انتخاب الرئيس، ولكن ظروف النجاح مرتبطة بكثير من الامور التي لا تزال عالقة، وبالتالي سيكون من المبكر لجدا الحكم عليها، إنما ما هو مؤكد حتى اللحظة أن “لا جديد بالملف الرئاسي”.