IMLebanon

“الخماسيّة” تبلّغت أجوبة الأفرقاء… “قمحة” أم “شعيرة”؟

 

حملت عطلة نهاية الاسبوع معها الكثير من التطورات الدراماتيكية، حيث اختلطت مفاعيل القدر والمكتوب، بما هو مخطط ومرسوم، ما ادى الى “شربكة” كبيرة في الخيوط بين الداخل والاقليم، وسط نشاط ديبلوماسي “خفي”، باتت نتائجه في علم الغيب، نتيجة تطورات الساعات الاخيرة من طهران الى لاهاي وصولا الى “تل ابيب”.

 

وسط هذا المشهد، عادت الدوحة لتستقطب المشهد، من خلال زحمة “الاستدعاءات” للمسؤولين اللبنانيين من مختلف المستويات، في اطار “شدشدة” المشروع الذي تعمل عليه، ومحاولة تأمين اكبر دعم ممكن لطبختها التي تتخطى الرئاسة الاولى، لتصل الى مراكز اساسية في الدولة، كسلة واحدة.

 

مصادر ديبلوماسية مواكبة كشفت ان “خماسية” باريس تتجه الى الاجتماع خلال الساعات المقبلة، بعدما تسلمت الردود الاولية على خارطة طريقها لانجاز الاستحقاق الرئاسي، والتي جاءت بغالبيتها ايجابية في الشكل، رغم بعض الملاحظات حول امور شكلية، متوقفة عند هوية “صاحب الدعوة” لهذا الاجتماع، حيث يتوقع ان يكون السفارة المصرية، بما تحمله من رمزية.

 

غير ان المصادر ابدت خشيتها، من ان تؤثر حادثة مقتل الرئيس الايراني ووزير خارجيته من جهة، وسرعة التطورات في المملكة العربية السعودية، مع الاعلان عن انجاز الاتفاق “الاستراتيجي” بين الرياض وواشنطن، والذي قد تتبعه خطوة جدية على طريق التطبيع، قبل تولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان السلطة من جهة ثانية، في التقدم الحاصل في الملف اللبناني.

 

ورأت المصادر ان ضغوطا خارجية، من الفاتيكان تحديدا، مورست على اكثر من طرف داخلي وخارجي، خصوصا مع الجانب الاميركي، خلصت الى الاخذ بهواجس القوى المسيحية، وفتحت الباب امامها للسير بمرشح ثالث، يمكن ان يحظى بدعم كتل اخرى، رغم انه يبدو ان كتلة “اللقاء الديموقراطي”، تعيد تموضعها بعد زيارة “البيك” الى باريس والدوحة، وان ثمة عملا يجري لانشاء كتلة نيابية وازنة داعمة لترشيح رئيس “تيار المردة” يغلب عليها الطابع المسيحي، علما ان الجهود لا تزال متعثرة حتى اللحظة.

 

وتتابع المصادر بان الموافقة المبدئية على الذهاب الى طاولة التشاور، لن تعني ابدا ان الامور متجهة حتما نحو جلسة انتخاب نيابية تأتي معها بالفرج الرئاسي، ذلك ان “الثنائي الشيعي” ابلغ المعنيين، بانه وفقا لتفسيره للدستور، مصر على اعتماد اكثرية الثلثين للنصاب والانتخاب في الدورة الثانية، وهو ما قد يعيد الامور الى المربع الاول، ذلك ان حارة حريك مصرة على اولوية وقف الحرب في غزة على اي من الملفات الاخرى، مستدركة ان “استيذ” عين التينة قدم اكثر من طرح واخراج خلال الساعات الماضية، والتي تصب كلها في اتجاه واحد.

 

وختمت المصادر بابداء ميلها نحو التشاؤم، ذلك ان الحركة السياسية الحالية هي لملء الوقت الضائع، وان الامور وفقا لمنحاها الاقليمي، وبعد العطف والالتفاف حول رئيس الوزراء “الاسرائيلي” بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية، يؤشر الى ان الملفات اللبنانية ذاهبة الى مزيد من التأزيم، في ظل تقدم فريق الرئيس ترامب وطروحاته الساحة، والتي قد تترجم في لبنان خيارات شبيهة بفترة عام 1982.

 

فهل يطير ارتفاع منسوب القلق الاقليمي، والتبدل الواضح في الاهتمامات الدولية الذي يواكبها حراك سفراء “الخماسية”، لتعود الاولوية التي توليها الولايات المتحدة الاميركية  لملف تطبيق القرار 1701 وارساء الاستقرار على الحدود الجنوبية؟