IMLebanon

خطاب لودريان للأطراف اللبنانيّة: استغلوا النافذة المفتوحة حتى آب لانتخاب رئيس الجمهوريّة؟ الموفد الفرنسي لا يحمل مبادرة وليس متحمّساً لفك رموز بيان “الخماسيّة” 

 

 

قبل ان يقرر المجيء الى بيروت لاجراء جولة سادسة من اللقاءات والنقاشات مع القيادات والقوى السياسية اللبنانية حول الملف الرئاسي، لم يخف الموفد الرئاسي الفرنسي تردده في القيام بهذه الخطوة بسبب عدم حصول اي معطيات جديدة او اشارات مشجعة تساهم في نجاح مهمته.

 

لكن ما دفعه الى حسم امره، اعتقاده بعد اجراء اتصالاته ولقاء الموفد الاميركي اموس هوكشتاين مؤخرا ان هناك حاجة ملحة لاقناع الاطراف اللبنانية بان عليهم استغلال الفترة المتاحة اليوم للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية قبل حصول متغيرات وتطورات في المنطقة قد تؤدي الى اطالة الشغور الرئاسي الى العام المقبل.

 

وعشية زيارته للبنان تجمع مصادر القوى السياسية انها لا تملك اي معلومات عما سيحمله معه،  لكنها ترجح بل تكاد تؤكد انه لن يطرح مبادرة محددة للخروج من الازمة.

 

وما يعزز هذا الاعتقاد ان اللجنة الخماسية التي اجتمعت مؤخرا في عوكر على مستوى السفراء لم تخرج سوى ببيان ملتبس تحتاج فقراته وبعض جمله الى شرح وتفسير.

 

واللافت ان اللجنة اكتفت باصدار بيانها ولم تجر لقاءات مع الاطراف السياسية اللبنانية، واكتفت بعقد احد اعضائها السفير المصري علاء موسى اجتماعا مع كتلة الاعتدال الوطني وتشجيعها على استكمال حراكها ترجمة لما ورد في البيان.

 

ويقول مصدر نيابي مطلع ان تجنب اللجنة القيام بتحرك جماعي باتجاه القيادات السياسية والكتل النيابية يطرح علامات استفهام حول وحدة موقفها، لا سيما بعد ان رشح عن اجتماعها الاخير ان خلافات برزت بين اعضائها حول العديد من النقاط وطريقة التعاطي مع الملف الرئاسي.

 

ووفقا للمعلومات فان نقاشا دار بين السفراء حول صياغة البيان، وان تباينات ظهرت بوضوح حول بعض النقاط لا سيما تسمية الحوار او المشاورات، ومسألة اقحام اسم كتلة الاعتدال الوطني في نص البيان بمبادرة من السفير السعودي، وفكرة اعطاء مهلة قصيرة محددة لحسم المشاورات قبل نهاية ايار الجاري.

 

وتضيف المعلومات ان تباينا ظهر بين السفيرين السعودي والقطري من دون ان يفسد في الود قضية، وان السفير المصري كان ميالا لاستخدام كلمة حوار بدلا من مشاورات. وحاول السفير الفرنسي الوقوف عند نقطة وسطية، بينما ركزت السفيرة الاميركية على حث الاطراف اللبنانية على الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية ولم تنغمس كثيرا في مناقشة مفردتي الحوار والمشاورات او في مسألة تحديد المهلة.

 

ويقول المصدر النيابي ان خروج السفراء الخمسة ببيان موحد لا يعني تجاوز خلافاتهم، وان ما حصل خلال اجتماعهم الاخير يكاد يعكس صورة الخلاف بين الاطراف اللبنانية او العكس بالعكس.

 

وبرأي المصدر ان اللجنة لم تكن موفقة في تحديد المهلة القصيرة او في تسمية الحوار مشاورات، لانها كانت تعلم ان مثل هذه الصياغة ستطرح مزيدا من علامات الاستفهام ولن تساهم في تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية اللبنانية لا سيما حول عقدة الحوار.

 

ولم تتضمن التقارير التي ارسلها السفراء الخمسة الى بلدانهم اي معطى ايجابي جديد، الامر الذي يعكس حالة اللجنة الخماسية والارباكات التي تعيشها.

 

واذا ما استند لودريان الى نتائج اجتماع السفراء الخمسة الاخير فانه لن يحمل معه اي جديد، بل ربما سيضطر الى فك رموز وشرح بيانها الذي ربما يكون قد شكل اضافة سلبية بدلا من ان يساهم في حلحلة عقد وتعقيدات الملف الرئاسي.

 

ووفقا للمعلومات الشحيحة التي سبقت زيارته يقول مصدر مطلع ان زيارة لودريان ليست مرتبطة باستكمال ما انتهى اليه اجتماع السفراء الخمسة الاخير ولا بمناقشة بيانها وان كان هذا الموضوع سيفرض نفسه في لقاءاته مع القيادات والقوى السياسية.

 

ويضيف ان مهمة لودريان تتناغم وتتقاطع مع مهمة اللجنة الخماسية لكن زياراته وتحركه بشان الملف الرئاسي بدأ اصلا بناء لتكليفه مبعوثا خاصا للرئيس الفرنسي ماكرون.

 

من هنا، فان جولته الجديدة اليوم هي تكملة لجولاته السابقة وان جدول اعماله بشان الملف الرئاسي مبني اولا على نتائج واجواء اتصالاته ولقاءاته، وثانيا على حصيلة تحرك اللجنة الخماسية.

 

ويعتقد المصدر ان لودريان سيركز على حث الاطراف اللبنانية للافادة من النافذة المتاحة لانتخاب رئيس الجمهورية في مهلة اقصاها اب المقبل قبل الدخول في استحقاقات مؤثرة مثل انتخابات الرئاسة الاميركية، لان هناك مخاوف جدية في حال تأخر حسم الملف الرئاسي اللبناني الى ما بعد هذه الانتخابات من ان يوضع على الرف الى العام المقبل.