Site icon IMLebanon

هل الفصل ممكن بين الرئاسة وغزة؟

 

 

تفاعلَ كلام سماحة السيد حسن نصرالله عن اللاعلاقة بين الحرب على غزة واستحقاق رئاسة الجمهورية. وبدا هذا الكلام أشبه ما يكون بالدوائر التي تولّدها حصاةٌ تلقى في بركة مياه راكدة.

 

من الواضح أن كلام أمين عام حزب الله يجب وضعه قيد التنفيذ، ودون ذلك صعوبات قد تبلغ حد الاستحالة. بداية كيف السبيل لإقناع حلفاء حزب الله وخصومه، في آنٍ معاً، بعدم الربط بين الحرب ونتائجها وتداعياتها وبين انتخابات رئاسة الجمهورية؟ والسؤال يستمد مشروعيته من ان الطرَفَين، كلَيهما، يبنيان قصوراً (قد تكون من رمال) على تلك النتائج. والخطاب السياسي اللبناني دليلٌ بيِّنٌ على ما نقول. وفي متابعة حثيثة لما يتردّد ويُقال ويشاع ويُذاع ويملأ الأسماع، من تصريحات وبيانات ومقالات ومقابلات… يتبين أن حلفاء حزب الله يقفون على اقتناع ويقين ثابتَين بأن الحرب ستنتهي بهزيمة العدو الصهيوني وأن هذا الانهزام ترجمته الحتمية انتصار مجلجِل لفريق الممانعة، وبالتالي سيكون الانعكاس مباشراً على مرشح الثنائي الشيعي.

 

وفي هذه النقطة بالذات سأل مرجع سابق جلّاسه قائلاً: هل شاهدتم مقابلة زعيم تيار المردة سليمان فرنجية مع (الزميل) جورج صليبي عبر قناة «الجديد»؟ ولم ينتظر جواباً ليستأنف: لقد كان (فرنجية) يتحدث وكأن مفاتيح قصر بعبدا في جيبه وأختامه في يده انطلاقاً من مسار موقفه، في المقابلة، نحو هزيمة إسرائيل.

 

في المقابل فإن أدبيات خصوم فريق الممانعة تركّز على أن الولايات المتحدة لن تسمح بنجاح «حماس» وهزيمة إسرائيل، أياً سيكون مسار الحرب. بل أكثر: وحتى لو خسر بايدن وفاز ترامب فلن يتغير شيء في موقف واشنطن، ولعلّ ترامب سيكون أبعدَ مدىً في دعم الصهاينة.

 

المرجع السابق يختم بالآتي: نعم ! يمكن الفصل بين الحرب على غزة والانتخابات الرئاسية عندنا إذا وافق الثنائي الشيعي على تسوية لا بد من أنها آتية في النتيجة مهما طال الزمن تقوم على التخلي عن شعار «الطعن في ظهر المقاومة»، لأنه يسيء الى طائفة بأكملها باعتبار أن ليس فيها إلّا شخصٌ واحدٌ لا يطعن المقاومة في الظهر، وهذا ظلم كبير.