Site icon IMLebanon

بين المتفائلين والمتشائمين بحلّ رئاسي قريب خلاف على الموعد واتفاق على “دور الخارج” 

 

 

لم يقرأ داعمو رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لانتخابات الرئاسة أي مبادرة بما تقدمت به قوى المعارضة، فما قُدم يصب في إطار استمرار الأزمة وتعقيدها، فهم بدل أن يحاولوا استمالة الطرف الآخر، قاموا بإبعاده عبر تحديه أكثر، ومحاولة المس باستقلالية المجلس النيابي، وحصر دوره بانتخاب الرئيس وسحب القدرة التشريعية منه، وضرب موقع رئيسه. كل هذا لا يمكن أن يمرّ بالنسبة لنبيه بري.

 

لا شك أن الأزمة الرئاسية منذ بدأت الحرب على غزة أصبحت في مكان آخر، ولولا تلك الحرب لكان في لبنان رئيس مطلع العام الجاري، تقول مصادر سياسية متابعة لملف الرئاسة، مشيرة الى أن كل المعطيات كانت تُشير الى انتخاب رئيس قبل فصل الربيع الماضي، ولكن ما حصل في طوفان الأقصى كان طوفاناً بحق في كل المنطقة وعلى رأسها لبنان ، الذي دخل في حرب على جبهته الجنوبية، وبالتالي لا يمكن مقاربة الاستحقاق الرئاسي قبل الحرب وبعدها بنفس الطريقة أو النظرة.

 

في الساعات الماضية برزت بعض المواقف المتفائلة بقرب انتخاب الرئيس، ولكن بحسب المصادر فإن كل المواقف التي تصب في إطار الحديث عن إحتمال الوصول إلى إتفاق قريب على مستوى الإستحقاق الرئاسي لا تخرج عن إطار التمنيات، بدليل إستمرار التباعد في مواقف الأفرقاء المعنيين على المستوى المحلي، بالإضافة إلى غياب المبادرات الخارجية الجدية القادرة على إنتاج تسوية ما، وهو ما عبر عنه مضمون مبادرة قوى المعارضة الأخيرة، التي جاءت تكراراً لمواقف سابقة، وبالتالي نتائجها كانت معروفة مسبقاً.

 

بالنسبة الى المتفائلين فهم ينظرون الى الاستحقاق من باب الحرب في المنطقة، وهم يرون أن كلما بانت نهاية الحرب في الأفق، كلما اقترب انهاء الفراغ الرئاسي، وبالتالي فإن تعويل هؤلاء هو على نهاية الحرب ومن ثم ترتيب الملفات السياسية في المنطقة، أي أنهم يعولون فقط على الخارج، علماً أن هذا الخارج منشغل في ملفات أخرى، والمؤثرون في لبنان لم يتفقوا بعد على كيفية العمل في المرحلة المقبلة، بانتظار وضوح أكثر من صورة في المنطقة.

 

في المقابل، يعتمد المتشائمون بإمكانية إنهاء الفراغ الرئاسي قريباً، على معادلة أن لا حل في لبنان قبل إنتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أولا، وهذه قد تطول، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات على مستوى الجبهة الجنوبية، نظراً إلى أن هذا الأمر قد يفتح الباب أمام مفاوضات سياسية مع الحزب، تقود إلى الإتفاق على إنتخاب الرئيس المقبل، وهو ما كان قد تأكد طوال الأشهر الماضية، لا سيما مع إنتقال تركيز كافة الموفدين الدوليين إلى الملف الحدودي، بعد أن كانت الإنتخابات الرئاسية قبل السابع من تشرين الأول هي العنوان الأبرز، وثانياً على أن لا حل قبل انتخابات أميركا الرئاسية، وهنا يكون الحديث عن نهاية الربع الأول من العام الجديد.

 

في مطلق الأحوال، السؤال الأساسي يبقى حول إمكانية الوصول إلى تسوية في غزة في وقت قريب، في ظل الجولة الجديدة من المفاوضات القائمة، بالرغم من الإتهامات التي توجه إلى رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتانياهو بالمناورة، على إعتبار أنه في حال لم يحصل ذلك من الصعب توقع الوصول إلى تسوية على المستوى اللبناني، وبحال فشلت جولة التفاوض الحالية فإن الحديث عندها لن يكون رئاسياً بالتأكيد.