لوحظ انه لم يصدر اي موقف رسمي وقاطع من حزب الله، رداً على ما دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر منذ اسبوعين، لانتخاب رئيس للجمهورية بمعزل عن الحرب الإسرائيلية على غزّة، ما يعطي أكثر من تفسير لهذا الصمت، وتأثيره في منحى الاستحقاق الرئاسي، لا سيما في غمرة الاخبار المتداولة عن تحرك مرتقب لسفراء اللجنةالخماسية في لبنان، تجاه الاطراف السياسيين، للمساعدة في دفع عملية انتخاب الرئيس قدما الى الامام.
التزام حزب الله الصمت من دعوة بري، في نظر البعض يحمل أكثر من تفسير، من التماهي معه انطلاقا من التحالف القائم بينهما ولاسيما بملف الانتخابات الرئاسية، وبعد مواقف سابقة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أشار فيها إلى عدم الربط بين ملف انتخاب رئيس الجمهورية وحرب غزّة، وإن كان موقفه هذا عرضيا وليس حاسما، فيما يعتبر آخرون عدم تطرق الحزب إلى موقف بري هذا، بمثابة عدم رضى غير معلن، لانه يتعارض مع موقفه الاساس، الذي يرفض فيه فصل ملف الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية، قبل انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة.
ولكن بين موقف الحزب الرافض بداية للفصل بين الحدثين، مسافة زمنية طولها عدة اشهر، تجاوزت فيها كل التوقعات بطول مدة الحرب، وتوسعها وارتداداتها السلبية، وربما نتائجها غير المتوقعة، ما استوجب اعادة نظر بالموقف المبدئي الرافض للفصل، إلى التأييد الضمني غير المعلن، ولو كان من خلال التزام الصمت الايجابي على الاقل حتى اليوم.
ببنما هناك من اعتبر تجاهل الحزب اعلان موقف من دعوة بري هذه، لتاييد او رفض فصل اجراء الانتخابات الرئاسية عن حرب غزّة، ابقاء هامش المناورة مفتوحا، استنادا لما تمليه عليه مصالحه الاقليمية المرتبطة حصرا، بمصير صفقات النظام الايراني مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما، التي يجري التفاوض عليها، بالرغم من حروب الواسطة التي تجري بينهما في منطقة الشرق الأوسط.
يتلاقى موقف بري بفصل انتخاب الرئيس عن حرب غزّة، مع مواقف اللجنة الخماسية بهذا الخصوص، من خلال دعوات دولها المستمرة للاطراف اللبنانيين، لتسريع الخطى لاجراء الانتخابات الرئاسية في اقرب وقت ممكن، وهذا يتلاقى أيضا مع مواقف الاطراف السياسيين أيضا، بينما يبقى محك جميع المواقف من مسألة الفصل الحقيقي، ومنها موقف حزب الله، في نتائج المساعي والاتصالات التي تزمع اللجنة الخماسية اجراءها بالمرحلة المقبلة، لمساعدة الاطراف السياسيين تخطي خلافاتهما، والدفع بملف الانتخابات الرئاسية قدما إلى الامام.