IMLebanon

تجميد الوساطات… والرئاسة أُعيد تأجيلها!

 

 

انطفأت محرّكات المساعي الدبلوماسيّة. هذا هو الجوّ في بيروت، حيث تشير المعلومات إلى أنّ جهات رسميّة لبنانيّة تبلّغت قبل نحو 48 ساعة وقف الوساطات الدبلوماسيّة بقرار دولي، وذلك من أجل إعطاء الوقت لـ»إسرائيل» للمتابعة في بنك أهدافها. هذه المعلومات تؤشّر بوضوح إلى أنّ مساعي وقف إطلاق النار لم توضع بعد ضمن إطار سياسي واضح، ولم توضع معها بالطبع أيّ مسوّدة اتفاق تحتوي على أيّ بند يؤدّي إلى الحل.

 

تجزم معلومات أنّ حزب الله يعارض حتى الساعة وبشكل قاطع فصل جبهة لبنان عن جبهة غزّة. وتضع المصادر التفسيرات التي خرجت بعد تصريح النائب حسين الحاج حسن لقناة «الجزيرة» ضمن إطار التحوير. في هذا الإطار، وفي مفاهيم الحزب وقراءاته، يُعتبر القبول بفصل المسارَين بين غزّة ولبنان استسلاماً وتراجعاً عمّا كان قد كرّسه السيّد نصر الله، وهو ما لن يحصل بشكل قاطع مهما مورس من ضغوط، على الرغم من أنّ جزءاً كبيراً من الرأي العام اللبناني يطالب بفصل الجبهتين منذ اليوم الاوّل للحرب.

 

 

المعلومات تشير أيضاً إلى أنّ المسعى الذي نشط على خط الانتخابات الرئاسيّة في اليومين الأوّلين للعدوان، والذي دفع إلى أكثر من بحث وطرح على خط باريس- بيروت قد جُمّد لما بعد وقف إطلاق النار، وأنّ التشاور بين الثنائي الشيعي قائم في هذا الإطار، وأنّ أي خطوة تحدّد مستقبل الحياة السياسية لن تحصل تحت النار.

 

هذا ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى أنّ كلام عين التينة عن الرئيس التوافقي، والذي فسّره البعض وتحديداً عدد من نواب التغيير، في خانة تخلّي الثنائي عن ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية هو في غير محلّه، إذ إنّ الاتصالات التي حصلت في الساعات الأخيرة أفضت إلى توضيح صادر عن الرئيس برّي، يؤكّد فيه أنّ الثنائي يعتبر فرنجية ضمن الأسماء التوافقيّة ولا يدرجه ضمن أسماء المواجهة. هذا التوضيح استُكمل بلقاء جمع بري بفرنجية ظهر أمس، للتأكيد على الاستمرار بتبنّي الترشيح كما كان الموقف قبل الحرب من جهة، وللتأكيد على أنّ الأولويّة هي للجبهة ولعمليّة وقف التصعيد والوصول إلى وقف العدوان.

 

لبنان بلا رأس ليفاوض، وبلا رأس ليرعى مسار الخروج من الحرب ومن الأزمات التي ستتولّد بعد الحرب، ولبنان أيضاً دون رأس يصيغ الإطار السياسي للتفاوض غير المباشر مع العدوّ، ما يضاعف من ضبابيّة المشهد وما يترك الكلمة للميدان، الذي بات من الواضح أنّ الجانب الاسرائيلي هو صاحب المبادرة فيه، مع التعويل اللبناني على أن يدفع التوازن البرّي جنوباً العدوّ إلى الذهاب نحو قرار عدم متابعة التصعيد وفتح الأفق السياسي ولو قليلاً.