في الوقت الذي لا يزال فيه لبنان يتعرّض للعدوان «الإسرائيلي» عليه، تنشط عين التينة للبحث عن مخرج للأزمة الرئاسية، لا سيما بعد كلام رئيس مجلس النوّاب عن أنّ ثمّة «حاجة في هذه المرحلة المفصلية الى رئيس توافقي للجمهورية لا يشكّل تحدّياً لأحد»، مبدياً استعداده التام للدعوة الفورية الى جلسة لانتخاب الرئيس «عندما يتبيّن أنّه في الإمكان تأمين أكثرية 86 صوتاً لأي اسم».
وتقول مصادر سياسية انّه انطلاقاً من موقف برّي الأخير، يجري حالياً من خلال المشاورات واللقاءات بين الكتل النيابية البحث عن اسم المرشّح، الذي يمكنه أن يحوز 86 صوتاً لضمان وصوله الى قصر بعبدا، من دون حصول أي تعطيل للنصاب القانوني للجلسة الانتخابية في حال لم يفز من الدورة الأولى، واستلزم الانتخاب الذهاب الى دورة ثانية أو دورات لاحقة.
وإذ بدأت جوجلة الأسماء داخلياً، من أجل إخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة في هذه المرحلة الدقيقة والحسّاسة التي يمرّ فيها البلد وشعبه، وقبل فرض الحصار العسكري عليه من قبل العدو «الإسرائيلي»، ترى المصادر أنّ اسم مرشّح «الثنائي الشيعي» هو رئيس «تيّار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية الذي لا يزال مطروحاً من بين الأسماء، فإذا تمكّن من تأمين عدد الأصوات المطلوبة يتمّ السير به، وإلّا فيُنتخب المرشّح الذي يؤمّن أكثرية 86 صوتاً. وقد زار فرنجية عين التينة امس الاثنين، وتباحث مع برّي في الملف الرئاسي ومواضيع أخرى. وبدا بعد اللقاء، ماضيا في ترشّحه للانتخابات الرئاسية، رغم كلام البعض على أنّه بات خارج السباق الى القصر الرئاسي، لا سيما بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيّد الشهيد حسن نصرالله الذي كان الداعم الأكبر لفرنجية، ولا سيما أنّه أكّد على أنّ «الرئيس برّي لا يزال يدعم ترشيحي».
أمّا برّي الذي ألمح الى إمكان أن يكون فرنجية هو المرشّح التوافقي الذي قد يحصل على 86 صوتاً، فرأت المصادر ذاتها، أنّ «القوات اللبنانية» والتيّار الوطني الحرّ» بصفتهما الكتلتين المسيحيتين الكُبريين في المجلس النيابي، لا يبديان حتى الآن أي موافقة على اسم فرنجية، كون كلّ منهما لا يجد فيه «الرئيس التوافقي الذي يمكنه إنقاذ لبنان من الحرب ومن الأزمات التي يعيشها حالياً». ولكنهما في الوقت نفسه، لا يلتقيان على أي اسم مرشح آخر، وقد تقاطعا مع قوى المعارضة على اسم الوزير السابق جهاد أزعور بهدف سدّ الطريق أمام وصول فرنجية الى قصر بعبدا. وهذا يعني أنّه يصعب على فرنجية أكثر من السابق أن يومّن 86 صوتاً ، حتى ولو وافق تكتّل «لبنان القوي» على انتخابه لسبب أو لآخر، لا سيما بعد أن غادره 4 من نوّابه أخيراً هم: الياس بو صعب، ابراهيم كنعان، ألان عون وسيمون أبي رميا.
وتجد المصادر أنّ الأولوية اليوم لوقف إطلاق النار، وإن كان لبنان قد انتخب سابقاً رئيس جمهوريته تحت أصوات القصف. ولهذا يسعى لبنان الرسمي والديبلوماسي لدى دول الخارج، ولا سيما لدى فرنسا التي يقوم وزير خارجيتها جان نويل بارو بجولة في منطقة الشرق الأوسط لتأمين وقف إطلاق النار فوراً.