تموضع حزب الله الرئاسي… ما الجديد في بورصة الأسماء؟
فيما يرزح لبنان تحت عدوان آلة اجرامية لا ترحم لا الحجر ولا البشر، وفيما تنصب جهود الداخل اللبناني بمحاولة للتوصل الى وقف لاطلاق نار، لا يزال بعيد المنال حتى الساعة، ينهمك الخارج بمحاولة تمرير رئيس للجمهورية اللبنانية تحت النار، ايمانا منه بضعف حزب الله في هذه اللحظة، مع فقدان رأس قيادته وتضعضع افرادها، وحالة الارباك التي حصلت داخل صفوف الحزب، بعد الضربات القاسية التي مني بها.
وما الزحمة الديبلوماسية الغربية والعربية الا خير دليل، اذ يحاول المسؤولون الاجانب كما بعض العرب الضغط على المعنيين في لبنان، لتمرير رئيس اليوم قبل الغد، تحضيرا لمرحلة ما بعد حزب الله، في محاولة للاستفادة من هذه اللحظة التي يبدو فيها الحزب بحسب هؤلاء ضعيفا ومضعضعا ومربكا، الا ان الرئيس بري «الاخ الاكبر» لحزب الله والمفوض من الحزب، وبعدما كان خرج بعد لقاء عين التينة الثلاثي الشهير ببيان مع الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، ليؤكد على وجوب الاسراع في انتخاب رئيس توافقي، عاد واسمع في الساعات القليلة الماضية زائريه الاجانب، ان الوقت راهنا هو لوقف النار لا لانتخاب الرئيس، الذي يعقب عملية وقف النار وسائلا اياهم: ما الذي يضمن وصول نواب كتلة الوفاء للمقاومة الى البرلمان وهم مستهدفون من العدو الاسرائيلي؟
علما ان بري نفسه كان قد اكد سابقا ومرارا انه لا يربط وقف النار بملف الاستحقاق الرئاسي، فما الذي حصل ولمَ بدّل بري الرأي؟ ولماذا عدل حزب الله عن فصل الملفات، بعدما كان امين عام الحزب الشهيد السيد نصرالله قد اكد في اكثر من خطاب ان لا ربط بين الملفين؟
المعلومات من مصادر ديبلوماسية موثوق بها مطلعة على حركة الاتصالات، التي كانت جارية وبوتيرة عالية بعيد اغتيال السيد نصرالله، كشفت انه كان هناك تصور لدى الثنائي الشيعي مع بداية المعركة، والتي تلقى فيها الحزب الصدمات الكبيرة ولا سيما مع اغتيال السيد، بان الذهاب لانتخاب رئيس اليوم افضل من الانتظار، مقابل تسوية في الجنوب على قاعدة الا يخسر الحزب كل شيء، اذ كان الحزب وقتذاك مستعدا لتمرير قائد الجيش جوزيف عون، لكن بعيد ايام من بدء العملية البرية، تبدل المشهد وعادت معنويات الحزب لترتفع، مع اشتداد المعارك برا، بحيث تمكن المقاومون حتى اللحظة من ردع العدو ومنعه من التقدم ولو امتار باتجاه الاراضي الجنوبية .
وتكمل المصادر بان زيارة وزير الخارجية الايرانية اتت عندئذ لتقلب المشهد، فتروّى الحزب وانتقل من حالة اللامانع من انتخاب عون، الى «فيتو في الوقت الراهن» على اسم قائد الجيش، باعتبار انه مطلوب من المجتمع الدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الاميركية كما السعودية، فعاد بعدها بري ليؤكد ان لا انتخاب رئيس راهنا.
وفي هذا السياق، اشارت الاوساط الى انه بعد ذلك انتقل الحديث عن اسم آخر للرئاسة بدأ يدور في الكواليس السياسية وهو العميد جورج خوري، وقد يكون هذا الاسم تحديدا هو ما تم نقاشه في قطر خلال زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل للدوحة اخيرا، حيث التقى وزير الخارجية رئيس الحكومة بلقاء استمر لـ40 دقيقة، سمع خلاله باسيل من القطريين ان قطر لا تتدخل بالاسماء. وقد اعقب هذه الزيارة اتصال تلقاه بري من رئيس مجلس الوزراء القطري يبلغه فيه، بان قطر تقف الى جانب من يختاره اللبنانيون رئاسيا، كما انها تدعم جهود لبنان بوقف اطلاق النار حاليا.
المعلومات من اوساط موثوق بها كشفت ان اسم جورج خوري لاقى فيتو «قواتيا» كما سعوديا، وبالتالي بات تسويق هذا الاسم صعبا راهنا، ما يعني عمليا ان حظوظ هذا الاسم سقطت حتى اللحظة رئاسيا.
وبانتظار الميدان، فالاكيد حتى الساعة ان لا رئيس قبل وقف النار، علما ان معلومات ديبلوماسية ترجح ان تعمد «اسرائيل» الى التصعيد جوا حتى موعد انتخابات الرئاسة الاميركية، وعليه فحتى الخامس من تشرين الثاني كل ما يحصل هو لعب بالوقت الضائع، وعض اصابع بلعبة من يصرخ اولا. والمعلوم ان حزب الله ورغم كل الضربات لن يصرخ كما قال نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم، فهل يعود حزب الله ويقبل جوزيف عون رئيسا، عندما تحين لحظة التسوية الكبرى مهما طال وقتها، مقابل «تسوية عادلة» جنوبا؟
لعله من المبكر الاجابة عن هذا السؤال، لان الميدان يوحي بمعركة طويلة الامد. ومن هنا حتى نهاية الحرب وبلوغ موعد الستوية، يردد بري على مسمع من يلتقيهم من المسؤولين اللبنانيين، وليس آخرهم باسيل بلقاء عين التينة يوم الاثنين، بانه ما دام لا يوجد اي مرشح يحظى بال86 صوتا، فمرشحه هو رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. واضاف بري بحسب زواره: «واذا في حدا بيقدر يجيب 86 صوتا تعو خبروني».