المشاورات النيابيّة تسبق حسم الخيارات… وحركة ناشطة في عين التينة الأسبوع المقبل
ما الذي يجعل الرئيس نبيه بري متفائلًا بانتخاب رئيس الجمهورية في جلسة ٩ كانون الثاني المقبل؟ وما هي المعطيات التي تجعله واثقا بنسبة عالية من نجاح هذه الجلسة؟ يقول احد زوار عين التينة امس “لم اجد الرئيس بري متفائلا بهذا القدر تجاه الاستحقاق الرئاسي قبل اي وقت مضى”. وعندما سألته عن اسباب تفاؤله، لم يعلق و “اكتفى بابتسامة معبرة “.
ويرى الزائر ان لهجة رئيس المجلس كانت واثقة، ما يعطي انطباعا بان لديه معلومات ومعطيات جديدة، يحرص على عدم كشفها في الوقت الحاضر، لسلامة نجاح الاعداد لجلسة الانتخاب .ويذهب الى القول “لا شيء يوازي هذا الحجم من التفاؤل لدى بري سوى التكهن في ان الطبخة الرئاسية دخلت مرحلة النضوج بعناصرها الداخلية والخارجية”.
واللافت ان الوقائع والاجواء السائدة في الوسط السياسي والنيابي لا توازي، او لم ترتق الى مثل هذه الدرجة في التفاؤل في عين التينة، حيث تتقاطع آراء الكتل النيابية عند نقطة مهمة، وهي ان المشاورات التي حصلت حتى الآن ما زالت في مرحلتها الاولى، وان المشهد الرئاسي لم يتضح او يتكشف بعد”.
واستنادا الى معلومات موثوق بها، ما زالت المشاورات النيابية تسير بهدوء، وان ما حصل في هذا المجال منذ اعلان وقف النار، يجري بطريقة خجولة، ولم يصل الى مرحلة حسم الخيارات والاسماء .
وتتوقع مصادر نيابية ان ترتفع وتيرة المشاورات الجانبية بين القوى والكتل النيابية في الايام المقبلة، لافتة الى ان حديث الرئيس بري عن حسم الاستحقاق الرئاسي في جلسة ٩ كانون الثاني، من شأنه ان يحفز الكتل النيابية على تسريع تواصلها مع بعضها بعضا وحسم خياراتها، مع الاخذ بعين الاعتبار ان الفترة التي تفصلنا عن موعد الجلسة تتخللها الاعياد وعطلة رأس السنة، ما يجعلها اقصر مما يتراءى للبعض .
والى جانب هذه المشاورات النيابية الجانبية، يكشف مصدر نيابي مطلع لـ “الديار” عن ان عين التينة ستشهد الاسبوع المقبل حركة ناشطة، وان الرئيس بري في صدد اجراء مشاورات سياسية ونيابية بدءا من الاسبوع المقبل، محورها الاستحقاق الرئاسي وجلسة الانتخاب المقبلة، وتعزيز الاتجاه لانتخاب رئيس توافقي، وهو طالما عبّر عن الحاجة الى التوافق لانتخاب الرئيس، واكد مؤخرا على الا يكون تحديا لاي طرف .
وعكس نائب رئيس المجلس الياس بو صعب امس بعد لقائه بري اجواء عين التينة، بالتأكيد ان جلسة انتخاب الرئيس باقية في موعدها، وستستمر حتى يتصاعد الدخان الابيض وانتخاب رئيس الجمهورية. وقال: “ما زلنا في مرحلة التباحث على اسم يتوافق عليه الجميع، اي رئيس توافقي يحظى بـ٨٦ صوتا، ويكون عنوانا للتوافق، وليس رئيسا تحديا يفرض بطريقة او باخرى”.
وتقول مصادر مطلعة، ان بري اجرى الى جانب لقائه مؤخرا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، اتصالات ومداولات مع سفراء في “اللجنة الخماسية” حول المستجد في الاستحقاق الرئاسي، والمساعدة في نجاح انتخاب رئيس الجمهورية في ٩ كانون الثاني .
واضافت المصادر انه يتكلم باسلوب يعكس رغبته القوية بانتخاب الرئيس، خلال الجلسة المقبلة، ومن ثم الاسراع في التكليف والتاليف للحكومة الجديدة، باعتبار ان البلد يحتاج الى اعادة تشكيل المؤسسات الدستورية باسرع وقت، من اجل الانصراف الى معالجة الاستحقاقات الكبيرة المقبلة، بدءا من تنفيذ بنود اتفاق وقف النار وتثبيته، مرورا باعادة الاعمار، واستئناف الاصلاحات اللازمة تمهيدا لمرحلة النهوض بالبلاد .
ووفقا للمصادر يأخذ بري على عاتقه ممارسة الضغوط بهذا الاتجاه، وهو عندما حدد موعد جلسة الانتخاب، وضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية، واسقط كل التهم والذرائع لمصلحة هدف واحد هو انتخاب الرئيس، وفتح الباب للخطوات اللاحقة وفي مقدمها تشكيل الحكومة الجديدة .
ويختصر مصدر نيابي مطلع المشهد الرئاسي بالقول: انه ربما اصبحنا عند عتبة اخذ القرارات الحاسمة في الطريق الى جلسة ٩ كانون الثاني، مشيرا الى ان ابرز اسباب تفاؤل الرئيس بري، هو ان الظروف الضاغطة على البلاد تفترض حسم انتخاب رئيس الجمهورية واكمال عقد مؤسسات الدولة .