Site icon IMLebanon

معالم حركة سياسيّة لمواكبة التحوّلات السورية تواصل بين الاشتراكي والقوات وعين التينة لإنتاج طبخة الرئاسة

 

 

يسعى لبنان الرسمي لاتباع سياسة النأي بالساحة اللبنانية قدر المستطاع عن ارتدادات الأحداث السورية ومع ذلك فهو حاضر بقوة فيها فالوضع اللبناني متجه نحو مرحلة مختلفة،والتحول السياسي الذي أصاب سوريا بعد سقوط النظام سيكون له انعكاساته على المنطقة ولبنان أولا، وبالتالي على القوى السياسية كما تقول مصادر مطلعة ان تتعاطى بمسؤولية لتحصين الوضع الداخلي وملاءمته مع التطورات لحماية الاستقرار والبدء بتحريك الملفات السياسية المجمدة، وهذه النقطة بالذات كما تقول المصادر تجلت في الحركة التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان اول المبادرين فور وقف إطلاق النار لتحديد موعد إنتخاب رئيس جمهورية ويتحدث المتابعون في هذا المجال عن عودة الحرارة الى علاقة عين التينة ومعراب من جهة ومعراب والمختارة بعد فترة من التشنجات ووفق التسريبات هناك حديث عن إتصالات على المحاور الثلاثة قد تساهم بإنتاج رئيس الجمهورية في جلسة التاسع من كانون الثاني، فعلى الرغم من الخصومة التي بلغت مداها في الاشهر الماضية بين الرئيس بري ورئيس حزب القوات سمير جعجع على خلفية إتهام الحكيم لبري بتعطيل الانتخابات الرئاسية لكن خطوط التواصل لم تتوقف ووفق المعلومات ثمة اتصالات ورسائل يتولى نقلها موفدين من فبل الطرفين وسجل انتقال النواب ايلي الفرزلي وملحم رياشي من عين التينة الى معراب وبالعكس.

 

بالمقابل تتجه الانظار الى الزيارة المرتقبة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط الى معراب والتي أثارت جدلا الأسبوع الماضي فأصدر الحزب الاشتراكي بيانا اشار فيه الى ان تحديد الموعد يبقى ملكا للطرفين، مع ذلك فالاهتمام بالزيارة يبقى قائما نظرا لأهمية التوافق وتاريخ المصالحات السياسية بين جنبلاط وجعجع والتفاهمات والتاريخ بينهما على غرار مصالحة الجبل والتلاقي في الأزمنة الصعبة والتحولات، مع الإشارة الى ان علاقة الاشتراكي والقوات شهدت توترات عديدة بسبب التمايز والمقاربة المختلفة للأحداث من دون ان تتوقف زيارات مسؤولين اشتراكيين الى معراب على الرغم من الفتور بين الحزبين على خلفية ملفات خلافية وتبادل اتهامات، فالتوتر بلغ مداه بين وليد جنبلاط وسمير جعجع منذ الافتراق في الخيار الرئاسي الى حرب غزة فجبهة الجنوب مما اضطر جنبلاط للتأكيد في تلك المرحلة ان “للحكيم سياسته ولي سياستي” ليحسم الجدل و “التبصير” في شؤون وشجون العلاقة بينهما في مرحلة الجفاء السياسي بينهما .

 

مع ذلك تقول مصادر سياسية ان التواصل بقي لمتابعة أمور أساسية تتعلق بمنطقة الجبل فأولوية جنبلاط اليوم تحصين الساحة الداخلية على مفترق التحولات الكبرى التي تفترض تعزيز التفاهمات الداخلية فلبنان وفق مصدر اشتراكي يحتاج الى حركة طوارىء سياسية واقتصادية واجتماعية تواكب المتغيرات.

 

لن تتأثر زيارة جنبلاط الى معراب بالأحداث وعلى الأرجح فما جرى في سوريا قد يسرع اللقاء المنتظر الذي يحمل عناوين تتعلق بصورة المرحلة المقبلة ووضع لبنان فيها وكيفية النهوض بالدولة والمؤسسات وإعادة الإعتبار لاتفاق الطائف بالإضافة الى ترتيب العلاقة التي تعرضت لخضات عميقة وبالمؤكد البحث عن ارضية مشتركة والتوافق حول الاسم التوافقي لرئاسة الجمهورية.