Site icon IMLebanon

هل يخلط الحدث السوري “أوراق” الرئاسة اللبنانيّة غموض المشهد الرئاسي… والمعارضة تبحث في الخيارات 

 

من شأن الحدث السوري ان يكون له إنعكاسه على الاستحقاقات الداخلية، ومن ضمنها رئاسة الجمهورية، وعليه الاهتمام منصب على معرفة مدى تأثير ما سيحصل في جلسة التاسع من كانون الثاني، جراء التحول السياسي ومدى قدرة المعارضة على الإستثمار في ما جرى رئاسيا، واذا كان الثنائي الشيعي مع حلفائه في صدد تقديم تنازلات رئاسية، بعد اجراء مراجعة شاملة وتقييم الاداء المقبل.

واذا كان استشراف الخطوات صعبا من اليوم، حيث ان المواقف تتصل بالأفعال وقدرة كل فريق على التماسك، فالملاحظ كما تقول مصادر سياسية ان المعارضة باتت متحمسة اكثر بعد الحدث السوري، اذ تعتبر انها تحررت من ضغوط معينة، ومع ذلك فان وجهة النظر الأخرى لا تعتقد ان المعارضة قادرة على فرض شروطها، وان تقول الأمر لي رئاسيا، لأن الممانعة وان تلقىت ضربة قاسية قد تنسحب على خروج رئيس “تيار المردة” من السباق الرئاسي، لكن الممانعة لم تفقد كل اوراقها بعد، ولا تزال قادرة على المناورة والتحكم بالاستحقاق من ضمن قواعد الواقع السياسي الجديد، ويسود الإعتقاد ان رئيس “المردة” قد يبادر الى خطوة ما تواكب التحولات بالتنسيق مع حلفائه، بسحب إسمه من التداول الرئاسي، والسير بخيار رئاسي يوافق عليه الثنائي الشيعي .

مقياس التحول السياسي، يقاس بحدوث جلسة الإنتخاب في موعدها اولا، وبالمرشح الذي ستتوافق عليه كل القوى السياسية. بالمقابل تتحدث المصادر السياسية عن عدم وضوح الصورة لدى المعارضة، اذ تتنوع خيارات هذا الفريق، وتتحدث المعلومات عن عودة التواصل مع المرشح جهاد ازعور للتنسيق معه بشأن جلسة التاسع من كانون.وتعتبر المصادر ان ترشيح ازعور قطع شوطا كبيرا لدى فريق من المعارضة، ويبدي الأخير حماسة أكبر للترشح هذه المرة، نظرا لتغير المعطيات والظروف السياسية، فالمطلوب اليوم من رئيس الجمهورية المقبل تطبيق القرارات الدولية واتفاق الطائف.

وتؤكد المصادر ان التوجه الى خيار أزعور سيكون بالطبع نتيجة توافق النائب جبران باسيل ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع، رغم التباين السياسي الكبير بينهما، لأن ازعور يشكل نقطة تلاقي بين الطرفين، تؤدي للإطاحة بترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي ارتفعت حظوظه الرئاسية بعد الأحداث، لكنه يحتاج الى توافق التكتلين المسيحيين للعبور الى بعبدا وهذا الأمر لا يتوفر راهنا.

الطابة في ملعب المعارضة، فتوحدها يخلط الأوراق من جديد، وقد ينتج رئيسا في التاسع من كانون المقبل، اما البقاء على تشرذمها السابق سيعيد الامور الى حاله الماضي .