يُتوقّع أن تحدث بضع متغيرات على مستوى الكتل النيابية ما قد يفرز المزيد من «تكتلات آخر ساعة»، سيّان أبقيت على استقلاليتها أم اتجه بعضها الى «ائتلاف الساعة الأخيرة»، أو ما يُعرف في اللعبة الانتخابية اللبنانية بالتسمية الشهيرة: «رِفقة يوم انتخاب».
الشائعات كثيرة، والمعلومات قليلة، وأمّا الحقيقة فلن تفرز الخيط الأبيض من الخيط الأسود قبل يوم الاقتراع. وثمّة جهود، من الداخل والخارج، لكي تكون جلسة الانتخاب مكتفيةً في ذاتها فلا تكون على طريقة المسلسل المكسيكي الطويل.
ولكن، متى يكون هذا الموعد؟ هو في التاسع من شهر كانون الثاني المقبل، في التوقيت الذي ضربه الرئيس نبيه بري مع الرئيس العتيد؟ أو أنه سيكون بعد شهرين أو ثلاثة أشهر وفق النصيحة التي طلع بها المستشار، لبناني الأصل، دكتور مسعد بولس، الذي يتمتع بملء ثقة الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب، والذي بدا من حراكه منذ ما قبل انتخابات الرئاسة الأميركية وحتى اليوم، أنه يتميّز بثقافة سياسية واسعة. والسؤال الذي يطرح ذاته هو: لماذا بادر بولس الى النصح بتمديد موعد الجلسة الرئاسية في ساحة النجمة شهراً وشهرين؟ في شبه الإجماع على الجواب، أن الرجل لم يكن وارداً عنده، على الإطلاق، أيَّ نوعٍ من التدخل في الشأن اللبناني، كما ليست لديه أي رغبة ولا أي قصد بأن يبدو كمن «يناكف» الرئيس نبيه بري، إنما كان يرغب في أن يتم هذا الإنجاز في عهد دونالد ترامب ولا يكون محسوباً على تجو بايدن.
وتلك كلها، على أهميتها، تبقى هوامش على دفتر الأساس الذي هو أن يستقر في قصر بعبدا، في السنوات الست المقبلة، نزيلٌ يكون مقبولاً من الأكثرية. ونقصد أكثرية اللبنانيين في تنوعهم، وليس أكثرية النواب وحسب التي لا بدّ منها للوصول الى سدّة الرئاسة… ومَن سيكون هذا النزيل؟ في الجواب على الجزء الأخير من السؤال فالمعلومات الدقيقة تشير الى أن أبطال سباق الماراتون الحقيقيين هم: العماد قائد الجيش جوزاف عون، واللواء الياس البيسري مدير عام الأمن العام، والعميد جورج خوري سفير لبنان السابق في الفاتيكان والمحامي زياد بارود والنائب نعمة افرام والنائب فريد الخازن الذي له منزلة خاصة لدى الرئيس نبيه بري. ومع أن ثمة نحو عشرة أسماء تضاف الى هذه اللائحة، فإن المنافسة الجدية هي بين هؤلاء الواردة أسماؤهم أعلاه. وحتى هذه اللحظة لم تكتمل لأي منهم الأكثرية المطلوبة. من هنا يُفهم الشغل على فكفكة كتل، وشدشدة براغي سواها، وابتكار غير كتلة جديدة…
وقديماً قيل: «الأيام حُبلى ليس يُدرى ما تلدُ».