IMLebanon

ضبابيّة وجمود سياسي بانتظار ساعة الصفر “الرئاسيّة”

 

 

بات الملف الرئاسي موضع تداول في الصالونات السياسية المحلية، وخصوصاً المعنيين بهذا الأمر، بحيث ينقل وفق المعلومات، عن اتصالات تجري بين تكتلات نيابية متعدّدة، وحتى مختلفة، ولهذه الغاية حصلت لقاءات بعيدة عن الأضواء بين قوى حليفة تصبّ ضمن الفريق الذي كان ينضوي في ما كان يسمى 14 قوى آذار، وبناء عليه علم أن هناك أجواء حول تحضيرات تحصل لعقد اجتماع موسّع يضمّ كافة الأفرقاء ذات اللون السياسي الواحد، وصولاً إلى اتصالات مع بعض الدول الصديقة والمعنية بالشأن اللبناني الداخلي، حيث تفيد المعلومات نفسها، أن وفداً حزبياً ونيابياً يُصنّف في خانة الأحزاب “السيادية”، قام ببعض الزيارات إلى الخارج، في محاولة لاستشراف موقف هذه الدول في ما يتعلّق بالإنتخابات الرئاسية المقبلة في لبنان.

 

ووفق المعلومات المتابعة لهذا الحراك، فإن أكثر من وفد نيابي وحزبي يستعدّ للتوجّه إلى الخارج، وعلم أن مواعيد طُلِبت إن في واشنطن أو في باريس إضافة إلى دول عربية أخرى، على اعتبار أن هناك فترة لا تتخطى الثلاثة أشهر، ويجب أن تتبلور مشهدية هذا الإستحقاق ومَن سيكون رئيس الجمهورية العتيد.

 

في السياق، تكشف المعلومات عينها، بأن هناك مفاجآت قد تحصل، بمعنى أن البعض من المتابعين والمواكبين لمسار الإستحقاق الرئاسي والحركة السياسية الجارية، يعتقد أن الأمور قد تتبدّل، وقواعد اللعبة ستتغيّر بفعل معطيات ومؤشّرات تفضي إلى إمكانية حصول فراغ رئاسي، أو هجوم معاكس من رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه، بعدما أيقنوا أنهم غير قادرين على فرض تشكيل حكومة جديدة يكون فيها حصة وازنة لرئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل، من شأنها أن تمسك بالوضع في حال حصل الفراغ، وكان هناك صعوبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

لذلك، لفتت المعلومات إلى أن ثمة تسريبات تذهب باتجاه بقاء الرئيس في بعبدا إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، أو تشكيل حكومة وفق شروطه، معوّلاً على حصول متغيّرات في المنطقة تصبّ لصالح فريقه السياسي، وتبقي لديه قدرة على المناورة كما كان يحصل في محطات ومراحل سابقة.

 

من هنا، أشارت المعلومات إلى أن هذا السيناريو عاد إلى الواجهة، وبات من الطروحات والإحتمالات لأي فراغ أو تعطيل قد يحدث في البلد، نظراً لهامش الوقت الضيّق وصعوبة تشكيل الحكومة الجديدة، وهذا ما سيتبلور على ضوء بعض المؤشّرات الإقليمية والدولية، وفي طليعتها جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة، وما يمكن أن تؤدي إليه، وسط تساؤلات ما إذا كان الملف الرئاسي اللبناني سيُبحَث خلال لقاءات بايدن مع الزعامات والقيادات في دول المنطقة، أم أن ذلك متروك للفرنسيين؟ إضافة إلى ترقّب المفاوضات النووية الإيرانية ـ الأميركية، وما إذا كانت ستنطلق من جديد، أم أنها في إجازة؟ على اعتبار أن معظم الرؤساء وكبار المسؤولين في المنطقة، إضافة إلى المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية سيبدأون إجازاتهم الصيفية، مما يعني أن هذه المرحلة ستشهد جموداً سياسياً ووقتاً ضائعاً من جديد، كما كانت الحال عندما اجتاحت كورونا العالم بأسره، في وقت بات واضحاً أن الحرب الروسية ـ الأوكرانية، تأخذ قسطاً أساسياً وكل الأنظار شاخصة عليها، حيث بدأت تداعياتها تشكّل قلقاً ومخاوف من أزمات إقتصادية هي الأصعب، ليس في لبنان فحسب، وإنما على المستويين الأوروبي والعربي وحتى العالمي.

 

لذا، أضافت المعلومات، أنه إزاء هذه المؤشّرات والمعطيات، فإن الصورة الرئاسية تبقى ضبابية ومتروكة لما ستؤول إليه الأوضاع في الداخل، إضافة إلى المشهدين الإقليمي والدولي بفعل ما يجري في المنطقة من حراك دولي على أعلى المستويات.