IMLebanon

طبخة الرئاسة لم تنضج ولكن نارها لم تخمد

 

 

الذين اعتبروا أن زعيم تيار المردة سليمان فرنجية «خالف التوقعات» في كلامه ليل أول من أمس الأربعاء، بإعلانه أنه «مستمر»، هم الذين أخطأوا التقدير، فلم يكن منطقياً أن يعلن الرجل أنه يسحب ترشحه في وقت لم تتضح، بعد، ملامح السباق الرئاسي بشكل حاسم. وبالرغم من أنه حدّد مواصفات الرئيس المنتظَر من وجهة نظره، فإنه كشف الكثير من خبايا الصراع الرئاسي، ولو بأسلوب راوح بين الديبلوماسية والصراحة لا سيما في كلامه على «الأصدقاء» الذين جزم بأنه لن يختلف وإياهم ولو كان الطرفان على نظرة مغايرة لموقفيهما من الاستحقاق الرئاسي، مع الملاحظة أنه تجنب كلمة «الحلفاء» التي لم تكن لتغيب عن خطابه السياسي، في أي مناسبة سابقة.

وبكثير من الوضوح أعلن فرنجية أنه لن يقترع للرئيس الذي ليس له من حيثية سوى أنه على علاقة جيدة مع الجميع، فمثل هذا الرئيس سيدير الأزمة ليس إلّا، بينما المطلوب رئيس قرار. ولعلّه يلتقي في هذه النقطة مع رئيس حزب القوات اللبنانية، من دون أن يكون الرجلان قد تقاطعا، حتى الآن، على اسم بعينه. مع الإشارة الى أن كلاًّ منهما يطمح الى أن يملأ، بنفسه، الشغور في كرسي الرئاسة وإن كانت الظروف غير ملائمة لأي منهما في الوقت الراهن. فحظوظ فرنجية تراجعت، كما بات معروفاً. وأما حظوظ جعجع فلم تكتمل بعد. لذلك يبدو (خلافاً لمواقفه السابقة) غير مستعجل على جلسة الانتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل التي دعاه فرنجية الى حضورها، متعهداً بتهنئة مَن يفوز.

الى ذلك ترتفع وتيرة الأصوات التي تنادي بعدم تطيير نصاب الجلسة، وفي طليعة المصرين على عقدها في موعدها غبطة البطريرك بشاره الراعي، الذي طلع الشعر على لسانه وهو يطالب باستعجال إنجاز هذا الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو أن أكثر المتقدّمين في معركة الفوز فيه هو قائد الجيش العماد جوزاف عون، من دون إسقاط حقيقة أن الباب مفتوح على وصول أي من المرشحين الآخرين.

ويبقى أن لا بد من معرفة المدى الذي بلغ إليه التفاهم بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا في شأن هذا الاستحقاق الرئاسي في لبنان، الذي يبدو ان طبخته لم تنضج بعد إلّا أن نارها لم تخمد بعد… حتى اذا توافق هذان البلدان على اسمٍ ما يصبح وصوله مضموناً، على أن يكون التوافق مع المملكة العربية السعودية على اسم رئيس حكومة العهد الأولى، وعندئذ تكتمل التركيبة التي يعقبها، باحتمال كبير، إجراء انتخابات نيابية مبكرة، لكسر «معادلة الأقليات» في ساحة النجمة، التي تعرقل عمل السلطة التشريعية… علّ وعسى ينبثق من الانتخابات مجلس نيابي يرتكز الى أكثرية تحكم وأقلية تعارض.