Site icon IMLebanon

لماذا توقفت «اسرائيل» عن احتلال السويداء؟ ميقاتي غادر أنقرة رئيساً لحكومة العهد الجديد

 

 

جنبلاط الى دمشق: اعادة الدروز الى سلطان باشا الأطرش

صراع بين اردوغان ونتنياهو حول الغاز السوري

مساع عربية لتبريد الرؤوس بين واشنطن وطهران

 

لبنان بحاجة الى كتفين عريضتين. حامل أثقال هائلة. هكذا رأي سفير عربي في بيروت دأب أي مرشح رئاسي بات على قاب قوسين من القصر أن يزور بلاده ويجتمع برئيسها، في حين يؤكد مصدر ديبلوماسي خليجي أن المملكة العربية السعودية التي طالما رفضت تكريس النفوذ الايراني في لبنان أبلغت جهات دولية رفضها أي خطوة، أياً كانت طبيعتها، في اتجاه تتريك سوريا (ولاحقاً لبنان).

 

في هذا السياق، تفيد معلومات السراي أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي تربطه علاقات وثيقة بالرئيس التركي تلقى منه، خلال لقائهما أول أمس تطمينات بأن السلطة الجديدة في سوريا تتجه الى ارساء علاقات متوازنة مع دول الجوار، ودون التدخل في أي منها كونها أمام مهمات بالغة الأهمية، مثلما هي في منتهى الضبابية بالنظر للفوضى التي تسود المشهد الاقليمي كما المشهد الدولي.

 

باختصار «اطمئنوا لا خطر عليكم»، في حين لا يستبعد أحد الوزراء أن يكون ميقاتي قد غادر أنقرة وهو مطمئن الى أنه سيكون رئيس أول حكومات العهد الجديد، وان كان قد نقل الى اصدقاء مقربين، ومنهم وزير سابق، رغبته في استراحة المحارب.

 

لا حالة تركية اذن في لبنان، فيما التصريحات التي يدلي بها وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي تشي بتطور في المقاربة، لتشهد الجمهورية الاسلامية تحولاً لافتاً نحو البراغماتية والانفتاح. وقد علمت «الديار» من جهات خليجية وعراقية موثوقة أن مساعي مكثفة تجري الآن مع كل من واشنطن وطهران، شملت شخصيات مؤثرة في فريق الرئيس دونالد ترامب في اتجاه تبريد الأجواء بين العاصمتين، قبل انتقال الرئيس المنتخب الى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل.

 

وفي معلومات تلك الجهات أن الادارة العتيدة ليست في وارد اقفال الباب في وجه الديبلوماسية، بالرغم من الضغط الاسرائيلي لاستكمال الحلقة الأخيرة من السيناريو. بعد غزة، ولبنان، وسوريا، لا بد من سقوط «الرأس الكبير» في طهران، ليأتي تأكيد مستشار ترامب للشؤون العربية مسعد بولس بأن الرئيس المنتخب ليس «غاوي حروب». على كل جو بايدن فعل كل ما من شأنه تمهيد الطريق (بالجثث) أمام دونالد ترامب للدخول الى الشرق الأوسط على حصان أبيض. لا هولاكو، ولا كاليغولا. هل يمكن القول لا نتنياهو أيضاً؟

سوريا هدية يهوه

 

ما يصدر عن «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» المموّل من اللوبي اليهودي يشير الى أن أركان هذا اللوبي يعتبرون أن سوريا كانت بمثابة «هدية يهوه» الى رئيس الحكومة الاسرائيلية. تالياً، قد لا يكون هناك من داع للحرب ضد ايران اذا كان باستطاعة الديبلوماسية تقييد برنامجها النووي، وكذلك برنامجها الباليستي، وبعد أن قطعت أمامها طريق العبور الى ضفاف المتوسط، لتنتهي «اللعبة الجيوسياسية» التي مارستها على امتداد العقود الأربعة المنقضية.

 

غير أن التقارير الاستخباراتية الأوروبية، وهو ما يستشف من تحليلات معلقين على صلة بالغرف السرية لا تعطي صورة وردية عن سوريا. نائبة رئيس الحكومة الاسرائيلية شارين هكسل وصفت أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) بـ «الذئب في ثياب حمل»، مع توقع ألا يستمر شهر العسل طويلاً بين رجب طيب اردوغان وبنيامين نتنياهو على المسرح السوري لاختلاف المصالح الاستراتيجية (وحتى الايديولوجية) بين الاثنين.

 

خطة رئيس الحكومة الاسرائيلية تفكيك سوريا، وتحويلها الى دويلات طائفية وفقاً لخارطة الجنرال هنري غورو منذ نحو قرن من الآن. بالفعل كان الاتجاه الى احتلال السويداء، ومنطقتها بالكامل، واقامة حكم ذاتي يرتبط بالادارة الاسرائيلية في مرتفعات الجولان، ما أثار الهلع لدى الرئيس التركي الذي كانت أجهزة استخباراته قد حذرت من اعتزام نتنياهو اقامة الدولة الكردية غداة اعلان الدولة الدرزية، ما قد يؤدي الى انتقال العدوى الى تركيا، كدولة مركبة اتنياً، بأقلية كردية ضخمة، وطائفياً، بأقلية علوية ضخمة. الأقليتان بعيدتان عن التركيبة القومية لحزب العدالة والتنمية، بشعاراتها الاسلامية المستوحاة من أفكار حسن البنا، مؤسس جماعة «الاخوان المسلمون».

 

وكانت تعليقات قد نشرت في صحف اسرائيلية تحدثت عن «عقدة النفط» لدى اردوغان في خطته اعادة احياء السلطنة العثمانية، وهو يعتبر أن الفرصة باتت متاحة أمامه الآن للاستيلاء على حقول الغاز في المياه السورية، بعدما كان قد عرض على تل أبيب فكرة الادارة المشتركة لغاز شرق وجنوب المتوسط، باقامة خزانات مركزية على الأرض التركية باتجاه أوروبا، وهي الفكرة التي رفضها الأميركيون في حينه.

جنبلاط: انقاذ دروز سوريا

 

في ظل الضبابية الراهنة ومع تلبد الاحتمالات في الأفق، تأتي زيارة الوزير وليد جنبلاط لدمشق، شاقاً الطريق أمام قوى سياسية أخرى، وان باختلاف في الرؤية، وفي الهدف. بطبيعة الحال كان الزعيم الدرزي يأمل بالزيارة، دون أن يكون هناك من أثر لآل الأسد. الأهم هو تخوفه من تنامي «النزعة الاسرائيلية» في «جبل العرب» (كتسمية بديلة من جبل الدروز)، بترحيب واسع النطاق بانشاء كيان سياسي يضم دروز السويداء ودروز الجولان، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على دروز لبنان بنزعتهم العروبية والمعروفة تاريخياً، وكذلك بعدائهم لاسرائيل التي احتلت في سوريا خمس قرى درزية وقرية مسيحية.

 

وكان أحمد الشرع قد صرح بمعارضته للفديرالية، ما يتلاءم مع رأي جنبلاط لانقاذ الطائفة الدرزية، والعودة بها الى عباءة سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية (1925 ) والذي أكد على وحدة الدولة السورية.

 

هذا بعد أن فجّر جنبلاط قنبلته السياسية في بيروت باعلان ابنه، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، دعم ترشيح العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية ليكون قائد الجيش الخامس في قصر بعبدا، واالرئيس الرابع عشر للجمهورية، في حين أن مقولة «عون أو جعجع» ذات هدف تكتيكي وترمي الى اصطفاف خصوم قائد «القوات اللبنانية» الى جانب قائد الجيش في 9 كانون الثاني المقبل، وحيث بات مؤكداً أن الدخان الأبيض سيتصاعد من ساحة النجمة…