كشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من ثكنة الجيش في مرجعيون أنّه سيلتقي اليوم ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا في اللجنة الدولية التي تشرف على وقف إطلاق النار، بحضور ممثلي لبنان، للبحث في الخروقات الإسرائيلية المتواصلة. وبعد جولته أمس في الجنوب لتفقّد وحدات الجيش عند الخطوط الأمامية، والاطّلاع من قائد الجيش العماد جوزيف عون على الأوضاع في القطاع الشرقي، قال ميقاتي: «أمامنا مهام كثيرة أبرزها انسحاب العدو من كل الأراضي التي توغّل فيها خلال عدوانه الأخير، وعندها سيقوم الجيش بمهامه كاملة».
وعلمت «الأخبار» أن ميقاتي، طلب للمرة الأولى الاجتماع بلجنة الإشراف الخماسية «للتأكيد على أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي في الجنوب من خروقات يسبّب إحراجاً للدولة اللبنانية التي وقّعت قرار وقف إطلاق النار بوساطة أميركية»، وأنه «سيؤكد أن لبنان منذ دخول القرار حيز التنفيذ لم يبادر إلى خرق القرار وهو ملتزم به بحسب ما نصّت عليه بنود الاتفاقية». وبحسب مصادر مطّلعة «سيطلب ميقاتي من الجانبين الأميركي والفرنسي الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها لأن استمرارها يعني انفجار الوضع في أي لحظة وسقوط الهدنة». كما سيتطرق إلى «وضع الجيش اللبناني وإمكاناته في ما يتعلق بتنفيذ القرار، وهي إمكانات تحتاج إلى الدعم»، علماً أن «الجيش جهّز نفسه واستعدّ لتنفيذ المهمة المطلوبة منه، لكنه يصطدم بالواقع القائم في الجنوب فضلاً عن حاجته إلى بعض المعدات المطلوبة لتنفيذ مهمات معينة».
وجال ميقاتي أمس في القطاع الشرقي برفقة قائد الجيش وممثلي أميركا وفرنسا في لجنة الإشراف، بعد اجتماع مع كبار ضباط الجيش في ثكنة مرجعيون ثم زيارة مقر قيادة اليونيفل في القطاع الشرقي في سهل بلاط، حيث كان في استقباله قائد اليونيفل آرولدو لاثاروا. وكان ختام الزيارة في ساحة الخيام بحضور لاثاروا وعون وبغياب الضباط الأميركيين والفرنسيين. وعاين ميقاتي خطة انتشار الجيش اللبناني من القسم الشمالي للخيام إلى الساحة، مطّلعاً على عمل فوج الهندسة في تنظيف الذخائر. ومن وسط الدمار الكبير، طالب ميقاتي اللجنة «بالضغط على إسرائيل لوقف الخروقات والانسحاب الفوري من المناطق التي توغّلت فيها ووقف التدمير». وتعهّد باتخاذ التدابير الكاملة لتطبيق القرار 1701، وأعلن عن تواصله مع عدد من الدول المانحة لتمويل صندوق ائتماني لجمع الأموال لإعادة إعمار لبنان. وفي ظل الغموض حول مصير هدنة الستين يوماً وأفق الانسحاب الإسرائيلي وعودة الأهالي وإعادة الإعمار، قال ميقاتي: «لمن يشكك، تفاءلوا بالخير تجدوه».
وبعد انتهاء الزيارة، استهدفت مُسيّرة شباناً بالقرب من المدرسة الرسمية عند مدخل بلدة الطيبة لناحية دير سريان، ما أسفر عن استشهاد شابين وجرح ثالث. واحتاجت سيارات الإسعاف إلى ساعات للحصول على إذن من العدو عبر اليونيفل لتنسيق الدخول إلى الطيبة لإجلاء المصابين. ومنذ الصباح، واصل جنود الاحتلال نسف المنازل في الناقورة، مع تحليق مروحيتي أباتشي في أجوائها وإطلاق إحداهما صاروخاً نحو وسط البلدة، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف عدداً من المنازل. وكان جنود العدو قد رفعوا ثلاث رايات صهيونية عند مدخل الناقورة الشمالي قبالة مرفأ الناقورة وفي الساحة وبجوار مركز الجيش اللبناني قبالة مقر قيادة اليونيفل. كما نفّذ جيش العدو تفجيرات ضخمة بين الزلوطية وشيحين وأم التوت.
وفيما لا يزال موعد انسحاب الاحتلال من القطاع الغربي معلّقاً، تجهّزت شمع لاستقبال قائد الجيش الإيطالي لوتشيانو بورتولانو (شغل سابقاً منصب قائد اليونيفل). ومن المنتظر أن يصل خلال ساعات النهار لتمضية ليلة عيد الميلاد مع جنود الوحدة الإيطالية في مركز قيادة القطاع الغربي. ومنذ صباح أمس، قامت آليات وجرافات اليونيفل بإزالة الركام من طريق البلدة وتنظيفها من الذخائر لتسهيل مرور الموكب.